عنوان الفتوى : ما مدى صحة هذه الأخبار عن فاطمة بنت أسد؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

ما مدى صحة هذه الروايات عن فاطمة زوجة عم النبي عليه الصلاة والسلام: " احتضنته امرأة عظيمة، وهي: فاطمة بنت أسد، فاعتبرته أحد أبنائها، بل وأكثر، وفي بعض الروايات أنها كانت تُحب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من أبنائها، عندما توفي عبد المطلب جاء أبو طالب لفاطمة، وقال لها: اعلمي أنّ هذا ابنُ أخي، وهو أعزّ عِندي من نَفسي ومالي، وإيّاكِ أن يتعرّض علَيه أحدٌ فيما يريد، فتبسّمت من قوله، وقالت له: توصيني في وَلدي محمّد، وإنّه أحبُّ إليّ من نفسي وأولادي، وكانت رضي الله عنها تُؤثِره على أولادها في المطعم والملبس؛ لأنها كانت تقدر أنه يتيم، فكانت تعطيه أشياء، واهتماما، حتى أكثر من أبنائها رضي الله عنهم. من شدة حبها للنبي عليه الصلاة والسلام حتى عندما تزوج السيدة خديجة دفعت إليه بفلذة كبدها ابنها عليّ بن أبي طالب؛ ليكون في ولايته صلي الله عليه وسلم بعد زواجه من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، النبي عليه الصلاة والسلام سمى ابنته فاطمة على اسم هذه المرأة العظيمة، التي كان يناديها بأمي، وهي: فاطمة بنت أسد، فسمى ابنته وسيدة نساء أهل الجنة فاطمة رضي الله عنها على اسمها من شدة حبهِ لها"؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله.

الصحابية فاطمة بنت أسد رضي الله عنها، هي:

" فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشميّة، والدة علي وإخوته.

قيل: إنها توفّيت قبل الهجرة. والصحيح أنها هاجرت وماتت بالمدينة، وبه جزم الشعبي، قال: أسلمت وهاجرت وتوفيت بالمدينة " انتهى من "الإصابة" (14/ 97–98) للحافظ ابن حجر.

ولا شك أن اللائق بخلق النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون بارا بفاطمة رضي الله عنها؛ فهو صلى الله عليه وسلم لا يقابل الإحسان إلا بالإحسان، وهذا ما ينقله أهل السير والتراجم، كقول ابن سعد رحمه الله تعالى:

" وكانت فاطمة بنت أسد زوج أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، فولدت له طالبا وعَقيلا وجعفرا وعليا وأم هانئ وجمانة وريطة بني أبي طالب، وأسلمت فاطمة بنت أسد، وكانت امرأة صالحة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيل في بيتها" انتهى من "الطبقات" (8/222).

وأما ما نقلته في السؤال من أخبار فلم نقف على سند لها، وبعضها مما تتداوله كتب الشيعة، والشطر الأول أخذوه من كتاب "الأنوار" لأبي الحسن أحمد بن عبد الله البكري، وهو متهم بالكذب في الأخبار.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

" إنّ كتاب " تنقلات الأنوار " المنسوب إلى " أحمد بن عبد الله البكري " من أعظم الكتب كذبا وافتراء على الله ورسوله، وعلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد افترى فيه من الأمور من جنس ما افتراه المفترون في سيرة دلهمة والبطال وسيرة عنترة وحكايات الرشيد ووزيره جعفر البرمكي؛ وحكايات العيارين: مثل الزئبق المصري. وأحمد الدنق؛ ونحو ذلك. لكن هؤلاء يفترون الكذب على من ليس من الأنبياء؛ وصاحب الكتاب الذي سماه " تنقلات الأنوار " يفتري الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه، ويكذب عليه كذبا لا يعرف أن أحدا كذب مثله في كتاب، وإن كان في بعض ما يذكره صدق قليل جدا ..." انتهى من "مجموع الفتاوى" (18/351).

وقال الذهبي رحمه الله تعالى:

" أحمد بن عبد الله بن محمد، أبو الحسن البكري.

ذاك الكذاب الدجال واضع القصص التي لم تكن قط فما أجهله وأقل حياه!

وما روى حرفا من العلم بسند، ويُقرأ له في سوق الكتبيين كتاب "ضياء الأنوار" ... " انتهى من "ميزان الاعتدال" (1/112).

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

" ومن مشاهير كتبه "الذروة في السيرة النبوية"، ما ساق غزوة منها على وجهها، بل كل ما يذكره لا يخلو من بطلان؛ إما أصلا وإما زيادة " انتهى من "لسان الميزان" (1/509).

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...