عنوان الفتوى : كيفية كتابة كلمات: تفضحون، تغن، الجوار، من ما
السؤال
وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24).
ما حكم كتابتها بألف طويلة- أ- بدل أن تكون هكذا الهمزة؟
ما حكم كتابة: (إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِي) بالياء هكذا، وليس بالكسرة (تفضحون)؟
(يسرا). ما حكم كتابتها بدون الألف؟
(فما تغن النذر) بالياء بدل الكسرة؟
لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ 92 آل عمران: 92.
ما حكم كتابة مما (من ما)؟
الجوار (الجواري).
ما حكم كتابتها بالياء؟
[النحل: 98]. الكسرة وفوقها الفتحة والشدة في:(بالله) بدل أن يكون فوق الحرف المناسب؟
الإجابــة
، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن إن الهمزة من كلمة "مسئولون" من قوله تعالى: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ {الصافات:24}، تجعل على السطر, ولا تجعل على الألف, ولا غيره؛ لوقوعها بعد سكون.
جاء في دليل الحيران مع مورد الظمآن للخرَّاز:
فصلٌ وما بعدَ سكونٍ حذفا ما لم يكن الساكن وسطا ألفا
كملء يسئلون والنبيءِ شيئا وسُو أساء مع قُـــــــرُوءِ
لما فرغ الناظم من حكم الهمزة المبتدأة شرع في حكم المتوسطة، والمتطرفة الواقعتين بعد سكون، وجمعها في فصل واحد؛ لاشتراكهما في الحكم، فأخبر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بأن ما وقع بعد سكون من الهمز المتوسط والمتطرف حذف، أي: لم تجعل له صورة، إلا إذا كان الساكن الذي قبل الهمز ألفا متوسطا، فإنه سيأتي حكمه آخر هذا الفصل. اهـ.
فإذاً جعل هذه الهمزة على ألف, فإنه مخالف لقواعد رسم المصحف.
أما كتابة كلمة: "تفضحوني" بالياء، فقد تقدم حكمه في الفتوى: 413461
وكلمة "يسرا" تكتب بألف بعد الراء, فهو ألف التنوين, وكتابتها بدون ألف مخالف لرسم المصحف.
كما أن كتابة "تغن النذر" بالياء، مخالف لما في المصحف.
جاء في كتاب المصاحف لأبي بكر بن أبي داود السجستاني: وَمِنْ سُورَةِ الْقَمَرِ {فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ} [القمر: 5]، بِغَيْرِ يَاءٍ. اهـ
أما كلمة "الجوار" فقد وردتْ في ثلاثة مواضع في القرآن الكريم مكتوبة بغير ياء.
ففي كتاب الروضة الندية شرح متن الجزرية: كلمة (الجوار) في ثلاثة مواضع:
في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ} [الشورى: 32].
وفي قوله تعالى: {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ} [الرحمن: 24].
وفي قوله تعالى: {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} [التكوير: 16].
وكلمة (الجوار) أصلها (الجواري)، فحُذفت الياء في هذه الكلمات الثلاثة للتخفيف. اهـ.
وبخصوص كتابة (من ما ) هكذا في قوله تعالى: لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ {آل عمران:92}، فهو خلاف قواعد رسم المصحف.
قال الخرّاز في دليل الحيران شرح مورد الظمآن: هذا هو الفصل الثاني من فصول هذا الباب، وقد ذكر فيه الناظم تسعة أنواع من المقطوع وقدم منها: "من ما".
فأخبر مع إطلاق الحكم، الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل، بقطع: "من" الجارة من: "ما" الموصولة المجرورة بها في ثلاثة مواضع:
الأول والثاني في غير سورة "النور"، وهما: {فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} في "النساء"، {هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} في "الروم"، واحترز بقوله: غير "النور"، من الواقع فيها، وهو: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} فإنه موصول.
- الموضع الثالث في "المنافقين"، وهو: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ}.
وفُهم من تعيين الناظم هذه المواضع للقطع، أن ما عداها وصلت فيه مِن ب"ما" نحو: وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ. {سورة البقرة:3}. اهـ باختصار.
أما جعلُ الكسرة وفوقها الفتحة والشدة فوق الهاء من كلمة (بالله) في الآية 98 من سورة النحل, فلم نقف على من قال به.
وقد اختلف أهل العلم هل يجب اتباع رسم المصحف، بناءً على أنه توقيفي أم لا يجب اتباعه.
وراجعي التفصيل في الفتوى: 146011
الله أعلم.