عنوان الفتوى : كم كان طول الكعبة في عصر آدم عليه السلام؟
كيف نفهم أن طول سيدنا آدم 60 ذراعا، وحجم الكعبة هو نفس الحجم الموجود حاليا أم كانت الكعبة أكبر من الموجودة حاليا؟
الحمد لله.
سبق في جواب السؤال رقم (20612) بيان أن آدم عليه السلام خلق بطول ستين ذراعا.
وهذا الطول قد يكون قريبا من ضعف طول الكعبة الحالي.
كما سبق في جواب السؤال رقم (145717) بيان اختلاف العلماء في أول من بنى الكعبة :
فقيل : الملائكة .
وقيل : آدم عليه السلام .
وقيل : إبراهيم عليه السلام .
فإن كان الباني لها هو إبراهيم عليه السلام ، فالسؤال لا محل له ، لأن الكعبة لم تكن موجودة زمن آدم عليه السلام .
وإن كان الباني لها آدم عليه السلام أو بنتها الملائكة قبله ، فليس عندنا علم كيف كانت الكعبة قبل إبراهيم عليه السلام ، هل كانت أكبر من حجمها الحالي أم لا ؟
وما غاب عنا ولم يرد فيه وحي ولا يحتاج إلى معرفته في اعتقاد ولا عمل، فعلى المسلم أن لا يتكلف البحث فيه، لأنه مجرد ظنون لا تورث فائدة معتبرة، والتكلف في مثل هذا مذموم.
قال الله تعالى: (قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) سورة ص/86.
عَنْ مَسْرُوقٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ عَلِمَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ بِهِ، وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ، فَإِنَّ مِنَ العِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لاَ يَعْلَمُ اللَّهُ أَعْلَمُ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ )... ) رواه البخاري (4809)، ومسلم (2798).
وسواء كانت أكبر أم لا ، فلا نفهم وجه الاستشكال في السؤال ، لأنه ليس من شرط الطواف أن يكون المطاف به أكبر من الطائف ، فالرجل قد يضع حجرا صغيرا على الأرض ويطوف حوله.
والله أعلم.