عنوان الفتوى : تفسير قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى)
قال الله عز وجل: (الرحمن على العرش استوى) فهل يكون المعنى أن الله عز وجل في كل مكان؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فقول الله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) [طه: 5]، فيه إثبات صفة الاستواء، وقد فسره السلف بالعلو والارتفاع مع نفي علمنا بالكيفية، كما قال الإمام مالك رحمه الله : الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
وقد دلت نصوص الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أهل القرون الأولى على إثبات علو الله تعالى على خلقه، وأنه فوق كل شيء جل وعلا بذاته الكريمة المقدسة. فيجب الإيمان بذلك وترك ما عداه من الأقوال، كالقول بأنه - تعالى - في كل مكان ، أو أنه لا داخل العالم ولا خارجه، فإن هذا مع كونه لا يدل عليه دليل ، قول متناقص مخالف للعقل، بل هذه صفة المعدوم، تعالى الله عن ذلك. والله أعلم.