عنوان الفتوى : محاذير إتيان من يستعين بالجن
السؤال
ما قولكم في امرأة تدعي أن عليها أربعة عشر من عند أولياء الله الصالحين، من الحسين، ومن عند السيد البدوي، ومن عند قبر رسول الله، وأنها تشفي المرضى من السحر ونحوه.
مع العلم أنها لا تحفظ القرآن، وتقول بأن الله اصطفاها لصبرها على إعاقتها، وبسببها تحمل جسدها أربعة عشر جِنًّا صالحا من عند الأولياء.
ذهب أهلي بي إليها رغما عني بعد أن شخصت حالتي بابتلاع سحر بمجرد النظر في صورتي، حتى قبل أن تراني.
أخذت مبلغا من المال، وأعطتني ماءَ وردٍ، ومسكا لأغتسل به، دون قراءة قرآن، وتقول إن الأربعة عشر يعملون عنها، بينما تتحدث إليَّ،
وعندما أخبرتها أني لا أصدقها، قالت: إني سآتيها باكيا مستنجدا، ولن تنظر إليَّ أو تعالجني، وأنها يأتيها أناس من الشرق والغرب، وكلهم تم شفاؤهم على يدها، وأنا أول من أنكر وسخر. أهلي يستمرون في إخافتي منها، وأنا لا أريد أن أستحِمَّ بما أعطته لي.
فما رأي حضراتكم في ذلك؟ وما حكم الدين؟ فأنا في ضيق من أمري. وآسف للإطالة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالذي نراه أنه لا تجوز لك المعالجة عند المرأة التي ذكرت ما بينت في حالها.
والاستعانة بالجن -ولو كانت في أمور يظهر أنها من أعمال الخير- قد تؤدي إلى مفاسد كثيرة؛ ويصعب الحكم على الجن بالإسلام، أو الكفر، أو الصلاح، أو النفاق؛ لأن الحكم بذلك يكون بناء على معرفة تامة بدينهم، والتزامهم، وتقواهم، وهذا لا يمكن الاستيثاق منه؛ لانعدام مقاييس تحديد الصادقين والكاذبين منهم بالنسبة إلينا.
ومع انتشار الجهل وقلة العلم قد يقع الإنسان في الشعوذة والسحر، بحجة الاستعانة بالجن في أعمال الخير، وقد يقع في مكرهم وخداعهم وهو لا يشعر، إلى ما في ذلك من فتنة لعامة الناس، مما قد يجعلهم ينحرفون وراء السحرة والمشعوذين بحجة الاستعانة بالجن في أعمال الخير.
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: قال أحمد في رواية البرزاطي في الرجل يزعم أنه يعالج المجنون من الصرع بالرقى والعزائم، أو يزعم أنه يخاطب الجن ويكلمهم، ومنهم من يخدمه. قال: ما أحب لأحد أن يفعله، تركه أحب إليَّ. اهـ
فننصحك بالتوكل على الله تعالى، والالتجاء إليه، والمداومة على الرقية الشرعية، وتجنب الذهاب إلى هذه المرأة، ولا تغتسل بالماء الذي أعطتك هذه إياه، فهو مجهول لا يعرف ماذا قرأت عليه تلك المرأة.
ولمعرفة الرقية الشرعية راجع الفتوى: 347857. وما أحيل عليه فيها.
ومن أنفع ما يقي من السحر، بل ومن كل شر: المحافظة على أذكار الصباح والمساء، وقراءة آية الكرسيِّ، وسورة الإخلاص، والمعوذتين عقب كل صلاة، وعند النوم، وقراءة الآيتين من آخر سورة البقرة كل ليلة، مع المحافظة على الطاعات، واجتناب المحرمات.
ولمزيد من التفصيل راجع الفتاوى التالية أرقامها: 5433 ، 2244 ، 54502.
والله أعلم.