عنوان الفتوى : جواز دعاء على ظالمه بقدر مظلمته
حصل معي موقف قبل خمسة أيام مع رجل كبير بالسن، كان سائقا عندنا، تهاوشنا وارتفعت أصواتنا، ودعا عليَّ أن ربي ما يوفقني في حياتي كلها، وجلس يتحسب عليَّ طول الوقت، ويدعو، لأني صغيرة، وأرفع صوتي عليه “دايما نتهاوش”.
السؤال هنا هل تستجاب دعوته؟ لأني عشت الأيام الماضية كلها في قلق، وللأسف صرت أدعو قليلا، وأظن أن أيَّ شيء سيِّئ يحصل لي هو بسبب دعائه، وأحبطت عن المذاكرة لأني أتوقع الأسوأ بسبب دعائه، أو أقول إذا أنا فعلا أخطأت في حقه، وربي استجاب له فأتمنى أن أموت؛ لأني لا أريد أن أعيش بدون توفيق.
هو الآن ماعاد يشتغل عندنا، لكن أرسلت له بالجوال رسالة اعتذار، لكن ما أعرف هل قرأها أو لا؟
أنا تعبت، وأريد علاقتي وثقتي وإيماني بالله يرجع، لكن دعوته أقلقت راحتي، مع أني ما أدري إذا أنا فعلا ظلمته، صحيح أخطأت برفع صوتي عليه -الله يهديني- لكن هل يستحق أن يدعو عليَّ كل هذا؟
مع العلم أني عانيت من حالات القلق من قبل كثيرا، وما أتمناها لصديق ولا لعدو.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أنه قد جاءت السنة باحترام الكبير وتوقيره، وأن تُعرف له مكانته، ففي سنن أبي داود عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط. وانظري لمزيد الفائدة الفتوى 109042.
ورفع الصوت ينافي هذا التوقير المأمور به، فإن كنت رفعت على هذا الرجل صوتك على وجه يتأذى به، فقد أسأت إليه، ولا يستغرب أن يدعو عليك في هذه الحالة من الاستفزاز، وإذا حصل منك ظلم تجاهه، فله أن يدعو عليك لكونه مظلوما، وللمظلوم الدعاء على ظالمه، بقدر مظلمته، ولو أنه لم يفعل كان أفضل. ودعوة المظلوم مستجابة، وانظري الفتوى 261406.
ووصيتنا لك أن تكثري من دعاء الله، وسؤاله العافية من كل بلاء.
وقد أحسنت بإرسالك رسالة إليه معتذرة فيها عما بدر منك تجاهه. وينبغي أن تكثري من الدعاء له بخير.
والله أعلم.