عنوان الفتوى : لا ثواب لعمل قصد به غير وجه الله تعالى

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

كيف أخلص النية السلام عليكم... وكل عام وأنتم بخير. لقد أقترب رمضان.. وأنا لي بيت أريد أن أدعو الأصدقاء، والأقارب... وأنا بإذن الله أعمله للتقرب إلى الله وزيادة في الحسنات إن شاء الله، ولكني أنا أريد أن أتقن الأكل، على كل أنا طعامي جيد... خصوصاً وأن صديقاتي يعرفن أنني أجيد الطبخ، ولكني لا أريد أن أعمل لكي يقال... وقد قيل ولأكسب الأجر.. فكيف أخلص النية تماماً فأنا لا أريد أن أخسر أجر الإفطار؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإخلاص النية أساس العمل، فلا يقبل الله تعالى عملاً قصد به صاحبه غير الله عز وجل من الرياء والمباهاة، هذا هو الأساس الأول لقبول العمل، وفيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى.. رواه البخاري ومسلم. أما الأساس الثاني فهو صلاح العمل، بحيث يوافق السنة إذا كان عبادة أو يكون قربة يتقرب بها إلى الله تعالى، وهذا المعنى هو الذي أشارت إليه الآية الكريمة: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف:110]. ولا شك أن إطعام الطعام من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وخاصة إذا كان ذلك في رمضان الذي يتضاعف فيه أجر الأعمال الصالحة، ففي الصحيحين وغيرهما أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير، قال: تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف. وقد أحسنت السائلة الكريمة عندما حرصت على إخلاص النية في عملها لله تعالى، فكل عمل قصد به غير الله تعالى فلا قيمة له عند الله تعالى ولا ثواب لصاحبه يوم القيامة، بل ربما يكون وبالاً على صاحبه، نسأل الله تعالى السلامة. فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه. ومما يعين العبد على الإخلاص في العمل الاعتقاد الجازم بأن الناس كلهم لو اجتمعوا على أن ينفعوه لم ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، وإن اجتمعوا على أن يضروه لم يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه، فلا يعمل شيئاً لأجلهم ولا يترك شيئاً من أجلهم، وإنما يعمل أو يترك لله تعالى وحده لا شريك له. والله أعلم.