عنوان الفتوى : غنائم يهود بني النضير
عند إجلاء بني النضير وحصول المسلمين على منازلهم وبساتينهم، هل تم توزيع تلك الأراضي على المسلمين على أنها غنائم، وكيف كانت القسمة؟ جزاكم الله كل خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن بني النضير نقضوا العهد وأرادو قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وتآمروا على ذلك، فأنجاه الله منهم، وبعث إليهم أن اخرجوا من المدينة ولا تساكنوني بها، وقد أجلتكم عشراً فمن وجدت بعد ذلك بها ضربت عنقه، فأقاموا أياماً يتجهزون، وأرسل إليهم المنافق عبد الله بن أبي: أن لا تخرجوا من دياركم، فإن معي ألفين يدخلون معكم حصنكم، وتنصركم قريظة وحلفاؤكم من غطفان، فبعث رئيسهم حيي بن أخطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا لا نخرج من ديارنا فاصنع ما بدا لك، فحاصرهم الرسول صلى الله عليه وسلم وأقاموا على حصونهم يرمونهم بالنبل، واعتزلتهم قريظة، وخانهم ابن أبُي وحُلفاؤهم من غطفان، فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحن نخرج من المدينة، فأنزلهم على أن يخرجوا عنها بنفوسهم وذراريهم، وأن لهم ما حملت الإبل إلا السلاح، وقبض النبي الأموال والسلاح، وكانت خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لنوائبه ومصالح المسلمين، ولم يخمسها لأن الله أفاءها عليه ولم يوجف علها بخيل ولا ركاب، كما قال الله تعالى في قصة بني النضير: هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ...... إلى أن قال: وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ [الحشر:6]. وهذه الأموال من بيوت وبساتين وغيرها وإن كانت خالصة للرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أنه قسمها بين المهاجرين وثلاثة من الأنصار: أبي دجانة وسهل بن حنيف والحارث بن الصمة، كما روى ذلك ابن القاسم وابن وهب، وفي البخاري من حديث أسماء أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع الزبير أرضاً من أموال بني النضير. والله أعلم.