عنوان الفتوى : طاعة الوالدين مقدمة على الزواج من فتاة معينة
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله و بركاتهالحمد لله وبعد أطرح مشكلتي على فضيلتكم لتفتوني بما يرضي الله بعد أن أصبحت في قلق و حيرة دائمين وجزاكم الله كل الخير وأطال عمركم في الخير والبركة. أنا شاب من المغرب العربي أدرس بالمرحلة الثالثة أحمد الله و أشكره على نعمة الإيمان وأسأله الثبات والهداية إلى ما يحبه و يرضاه. مشكلتي بدأت منذ سنتين ونصف تقريبا عندما تقدمت لخطبة إحدى قريباتي ـ تقربني من بعيد ـ عندما أخبروني بعد 3 أشهر تقريبا بأن العائلة على المذهب البهائي الأب والأم اعتنقا هذا المذهب والأبناء ولدوا على ذلك- لم أكن أفهم بادئ الأمر خفايا هذا الدين الزائف إذ كنت أتعرض إليه لأول مرة، حاولت أن أعرف حقيقة الأمر وأحمد الله أن أقدرني أن أدرك خفايا ودسائس هذا المذهب الضال، أخفيت الأمر على عائلتي لعلي أستطيع أن أردهم عن خطئهم الفادح، عملت جاهدا أن أبين لهم التأويلات الخاطئة لمعاني الآيات القرآنية التي يعتمدها هذا المذهب للإضلال بها، وأن أبين لهم التناقض العميق بين الإسلام وهذا المذهب الضال ـ إذ يقرون أنها امتداد للإسلام وهذا ما يطمئنهم بعض الشيء ـ وكيف أنها تخل بثوابت الإيمان وتوصل إلى الضلالة والكفر. كتبت لهم الكثير عن هذا التناقض وذلك بالاستشهاد بآيات القرآن الكريم ـ اعتمدت الكتابة والحوار معا لكي تبقى لهم كتابات يرجعون لهاـ. الذي توصلت إليه هو أن خطيبتي رجعت إلى الدين الإسلامي وأصبحت تطبق التكاليف الإسلامية من صلاة و صوم ولعل الأسباب التي ساعدت على ذلك هي : - أنها أدركت في الأول بعض التأويلات الخاطئة للقرآن الكريم، مما جعلها تشك في هذا الدين. - كما أني أحسست أنها لا تريد أن تفقدني وأنها حسب قولها أنها تريد أن تكون مثلي في جميع الأمور الدينية-أي أن تطبق مثلي الشريعة الإسلامية- فحتىعندما اصوم تطوعا فهي تحرص كل الحرص على أن تصوم معي.- وأيضا إنها من قبل تدرك أن الجانب الديني يمثل جزءا هاما في الحياة وتذكر هي أيضا وأن سبب رجوعها هي أنها أدركت التناقضات حين سمعت مني –إذ أنها كانت لها أول فرصة لسماع الرأي الإسلامي دون طعن في مذهبها وكفى ـ وعلى حد قولها لما لامست في من صدق في القول و لثقتها بي.الحاصل، وأنها أصبحت تقوم بالواجبات الإسلامية من صلاة وصوم منذ ما يقرب 8 أشهر. من جهتي فأنا أولا أسأل الله أن يكون قد يسر لها الهداية كما وأني ألتمس الصدق كثيرا في أقوالها وأفعالها وأرى الاستعداد التام منها في الحرص على الصلاةوحفظ القرآن. الآن، ومنذ مدة علمت عائلتي بالأمر وأصبح أمر القطيعة واردا، فوالدي لا ينهيانني عن الزواج منها ولكن أرى عدم رضاهم وإن كنت لا أعيب البنت فأنا سأقطع هذه العلاقة إن كانت لا ترضي الله لعدم رغبة والدي وأخاف إن فعلت ذلك أن أكون قد أخذت قرارا خاطئاً. أرجو أن تدلني سيدي إلى ما يجب أن أفعله علما وأني أعيش حالة نفسية صعبة جدا. أخاف إن قطعت علاقتي أن أكون قد ظلمتها وظلمت نفسي وإن أقدمت أخاف أن ألقى عذاب الله أرجو من فضيلتكم أن تمدوني بما يرضي الله في مشكلتي وما حكم الشرع في ذلك هل يجيز لي مواصلة العلاقة أم هو من الحلال الغير مرغوب فيه أو يأمرني بقطع هذه العلاقة ومتى لا يجوز الزواج بمن أسلم. أرجو أن تمدوني برد مفصل عما يجب أن أفعله في أقرب وقت ممكن- اليوم إن أمكن -.أخيرا، أسأل الله أن يعطيكم القدرة على المزيد من العطاء وأن يوفقكم في أداء رسالتكم السامية ولما فيه من الخير والسداد. والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أما بعد:
فإذا كانت البنت ـ الآن ـ على المواصفات التي ذكرتها من الالتزام بالدين والابتعاد عن المنهج الضال الذي كانت عليه فسيكون ملخص السؤال هو : هل يجوز للرجل أن يتزوج من امرأة ذات خلق ودين إلا أن أبويه لا يرغبان في زواجه منها؟ فالجواب هو : إن على الابن أن يحاول إقناع أبويه بزواجه من هذه البنت وأن يحاول تبديد مخاوفهما من ماضي هذه البنت مع الطائفة السابقة، فإذا نجح في تبديد هذه المخاوف فليتزوج البنت على بركة الله ، وإن لم ينجح في ذلك فطاعة والديه أولى، وعقوقهما من أعظم الذنوب بل عد ـ في الحديث الصحيح المتفق عليه ـ من الموبقات السبع، وإذا ترك الزواج من هذه ابتغاء مرضات أبويه التي أمر الله بها فإن الله سيعوضه خيراً منها، أما أن تكون قد ظلمتها فلا، لأنك تركت الزواج منها لوجه شرعي معتبر وهو طاعة أبويك. والعلم عند الله.