عنوان الفتوى : علم من أعلام التنبوة
ما مدى صحة حديث وصية رسول الله لصحابته أن يتخذوا من مصر جندا كثيفا لو فتحوا مصر، لأن ذلك الجند خير أجناد الأرض؟ وماهو تخريج الحديث والتعليق عليه من جانب المحدثين؟ ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم لأحد صحابته: "ستجد رجلين يقتتلان فيها على موضع لبنة فاخرج منها" وهي في نفس الحديث.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد سبق بيان حال هذا الحديث في الفتوى رقم: 8717، وقد نسبه صاحب كنز العمال إلى ابن عبد الحكم في فتوح مصر، وفيه ابن لهيعة، وابن لهيعة قد ضعفه أهل الحديث، فالخبر ضعيف إذا. ولا شك أنه قد وردت بعض الأحاديث في فضل مصر، ويرجى أن يكون ما وقع من أهلها من دفاع عن الدين، ومن نصر للحق، في مختلف العصور دالا على هذا الفضل. وبخصوص الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه، وفيه: فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فاخرج منها. فمضمونه الوصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر بالخروج من مصر إذا رأى رجلين يختصمان في موضع لبنة، وقد وقع ذلك حين اختصم ربيعة وعبد الرحمن ابنا شرحبيل بن حسنة في موضع لبنة، فخرج أبو ذر منها، وكان هذا علما من أعلام النبوة. وننبه إلى أن قول السائل وهي في نفس الحديث، إن قصد به الحديث الأول الذي سأل عن صحته، فالأمر ليس كذلك، بل هي جزء من الحديث الذي رواه مسلم . والله أعلم.