عنوان الفتوى : أركان الإيمان التي لا يجوز الإخلال بواحد منها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

الإيمان تصديق القلب واللسان والجوارح، فمن ترك عمل الجوارح مع عمل القلب بالكلية فإيمانه لا يصح. فماذا إذا ترك عمل القلب دون الجوارح والعكس؟ وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالإيمان عند أهل السنة: قول باللسان، وتصديق بالقلب، وعمل بالجوارح؛ قال ابن أبي زيد المالكي في الرسالة: الإيمان: قول باللسان، وإخلاص بالقلب، وعمل بالجوارح. اهـ
فهذه الأركان الثلاثة لا بد منها في الإيمان؛ فلا يصح بدونها.
فمن لم يعمل بجوارحه ولم يصدق بقلبه؛ فليس بمؤمن -كما أشرت- ولا ينفعه مجرد النطق بلسانه وادعاء أنه مؤمن؛ لفقدانه لأصل الإيمان الذي هو تصديق القلب؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: وَأَصْلُ الْإِيمَانِ: قَوْلُ الْقَلْبِ الَّذِي هُوَ التَّصْدِيقُ، وَعَمَلُ الْقَلْبِ الَّذِي هُوَ الْمَحَبَّةُ عَلَى سَبِيلِ الْخُضُوعِ. اهـ
وكذلك من ترك عمل القلب فقط؛ فليس بمؤمن -ولو نطق بلسانه وعمل بجوارحه- لفقدانه لأصل الإيمان؛ كما ذكرنا.
وكذلك العكس، أي: من صدق بقلبه، لكنه لم ينطق بلسانه ولم يعمل بجوارحه فليس بمؤمن؛ فقد قال تعالى عن قوم فرعون: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا.{النمل:14}.
فالإيمان: اعتقاد وقول وعمل؛ جاء في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية: قال الشافعي رضي الله عنه في الأم: وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ومن أدركناهم يقولون: إن الإيمان قول وعمل ونية، لا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر. اهـ

والله أعلم.