عنوان الفتوى : كيفية التحلل من شهادة الزور
حلفت بالله أمام المحكمة للشهادة وخلطت في أقوالي بين بعض الأمور، منها الصحيح ومنها غير صحيح، فهل تعتبر شهادة زور؟ وماذا أفعل لأكفر عن هذا الذنب الذي يؤرقني؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن شهادة الزور هي شهادة الإنسان بما لا علم له به. وعليه فمن شهد بأمر لا يعلمه فقد شهد شهادة زور، سواء خلط ذلك بحق أم لم يخلطه به. وهي من أكبر الكبائر، ففي الصحيحين واللفظ للبخاري عن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين. وكان متكئًا فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، ألا وقول الزور وشهادة الزور. فما زال يقولها حتى قلت: لا يسكت. يضاف إلى كون شهادة الزور كبيرة من الكبائر كون الشاهد حلف على الزور فيصير بذلك ارتكب كبيرة أخرى، وذلك لأن الحلف على الكذب لإبطال حق المسلم هو ما يسمى بالغموس، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها من الكبائر؛ فقال: الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس واليمين الغموس. رواه البخاري. وفسرها صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى لما سئل عنها فقال: الذي يقتطع مال امرئ مسلم هو فيها كاذب. رواه البخاري. إذا علمت هذا أيها السائل فبادر بالتوبة إلى الله تعالى من هذه الكبائر، ولا بد أن تتحلل ممن شهدت ضده بزور، فإذا أخلصت التوبة وأرضيت من ظلمت فالله عز وجل يقبل توبتك ويغفر ذلك. والله أعلم.