عنوان الفتوى : عقيدة التوحيد والتثليث لا تجتمعان
هل صحيح فى زماننا هذا من يجمع الدينين الإسلام والمسيحية السمحة بسبب نزول عيسى بن مريم عليه السلام فى آخر الزمان؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإذا كان المقصود بالجمع بين الدينين (الإسلام والمسيحية) هو ما يروج له اليوم باسم وحدة الأديان، أي خلطها ومزجها بحيث تصير ديناً واحداً يضم عقيدة الإسلام والمسيحية واليهودية. فإن هذا كفر واضح وردة صريحة فإنه لا يصح إسلام المسلم إلا بإقراره بالتوحيد وكفره بالشرك والطاغوت، كما قال عز وجل: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ [البقرة:256]. فكيف يجمع بين التوحيد والشرك وكيف يجمع بين عقيدة لا إله إلا الله وعقيدة الله ثالث ثلاثة. وإن كان المقصود هو حوار الأديان والمجادلة بالتي هي أحسن فلا مانع منه، والله تعالى يقول: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [العنكبوت:46]. وقال تعالى: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ [آل عمران:64]. وأما نزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام في آخر عمر الدنيا فحق، ولكه ينزل ليحكم بالإسلام لا بالمسيحية ولا باليهودية، فالإسلام هو دين الرسل جميعاً ولا يقبل الله غيره، وبه يحكم عيسى بن مريم عند نزوله، وفي الحديث الصحيح: والذي نفسي بيده ليوشكنّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية. رواه البخاري. قال الحافظ ابن حجر: قوله يكسر الصليب ويقتل الخنزير، أي يبطل دين النصرانية بأن يكسر الصليب حقيقة، ويبطل ما تزعمه النصارى من تعظيمه. والله أعلم.