عنوان الفتوى : حكم قول: (يا بركة اسم الله)
هل يجوز قول يا بركة بسم الله ؟
الحمد لله.
أولًا :
" البسملة " من الأذكار العظيمة التي يُستحب للإنسان أن يأتي بها عند كل أمر له قيمة ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِذَا اسْتَجْنَحَ اللَّيْلُ، أَوْ قَالَ: جُنْحُ اللَّيْلِ، فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ العِشَاءِ فَخَلُّوهُمْ، وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، وَأَوْكِ سِقَاءَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ وَاذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ، وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئًا رواه البخاري (3280) .
عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَالَ: بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ رواه أحمد(446)، وأبو داود(5088) .
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (286967)، ورقم :(146079) .
ثانيًا :
قول القائل : يا بركة " اسم الله " ، ونحوه فيه تفصيل :
1- فإن كان مراده التعجب من بركة التسمية ، كما لو رأى شيئًا بديعًا من خلق الله ، فقال: يا بركة اسم الله ، فهذا جائز ، فإن لذكر اسم الله بركة تبهر العقول ، وله في كل شيء آية تدل على أنه الواحد .
2- وإن كان مراده استدعاء تلك البركة من الله ، كأن يكون مراده : يا بركة اسم الله احضري ، ونحو ذلك ، فهذا جائز أيضًا .
وقد سئل الشيخ " ابن عثيمين " : " هل قول الإنسان : " يا رحمة الله " يدخل في دعاء الصفة الممنوع ؟
فأجاب : إذا كان مراد الداعي بقوله : "يا رحمة الله" الاستغاثة برحمة الله - تعالى - يعني أنه لا يدعو نفس الرحمة ، ولكنه يدعو الله - سبحانه وتعالى - أن يعمه برحمته كان هذا جائزًا ، وهذا هو الظاهر من مراده . فلو سألت القائل: هل أنت تريد أن تدعو الرحمة نفسها، أو تريد أن تدعو الله - عز وجل - ليجلب لك الرحمة؟ لقال : هذا هو مرادي.
أما إن كان مراده دعاء الرحمة نفسها فقد سبق جوابه ضمن جواب السؤال السابق " انتهى من "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (2/ 164) .
3- وإن كان مراده الدعاء والطلب من " بركة اسم الله " أي : دعاء الصفة فهذا محرم ، بل قد يكون شركًا .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " إن مسألة الله بأسمائه وصفاته وكلماته جائز مشروع كما جاءت به الأحاديث ، وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين ، فهل يقول مسلم : يا كلام الله اغفر لي ، وارحمني ، وأغثني ، أو أعني ، أو يا علم الله ، أو يا قدرة الله أو يا عزة الله أو يا عظمة الله ونحو ذلك ؟! أو سمع من مسلم أو كافر أنه دعا لذلك من صفات الله وصفات غيره ؟! أو يطلب من الصفة جلب منفعة أو دفع مضرة أو إعانة أو نصرا أو إغاثة أو غير ذلك " انتهى من "تلخيص الاستغاثة والرد على البكري" ص 181 .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " ما حكم أن يدعو الإنسان صفة من صفات الله سبحانه وتعالى مع بيان وجه ذلك الحكم ؟
الشيخ: هل الصفة تفعل؟
السائل: لا، لا تفعل.
الشيخ: إذا دعوت من لا يفعل هل يجوز؟
السائل: لا يجوز.
الشيخ: لا يجوز ولهذا قال شيخ الإسلام : دعاء الصفة كفر بالاتفاق " هكذا قال في كتاب الاستغاثة ، ولأنك إذا دعوت الصفة جعلتها مستقلة ، تجلب إليك الخير وتدفع عنك الشر، وهذا يعني أنك جعلتها إلهاً مع الله " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (234/ 30).
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم : (185053).
والله أعلم