عنوان الفتوى : ماذا يقرأ المأموم خلف الإمام
ماذا يقول المصلي في حال القيام وبالتحديد في ((صلاة الجماعة)) بالفرائض الخمس -أي ماذا عليه أن يقرأ.. من سورة الفاتحة وغيرها، وهل ما أقرؤه يكون جهراً أم سراً أم جهراً بصوت منخفض -في جميع صلوات اليوم؟ وهل يجب أن أقرأ بعد الفاتحة ما تيسر من القرآن ومن اختياري ومن أي سورة أم يشترط أن أقرأ من سورة معينة؟ وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالمأموم إن كان يسمع قراءة الإمام فلا يقرأ معه السورة، لقوله تعالى: وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف:204]. وفي قراءة سورة الفاتحة خلف الإمام خلاف مشهور، وراجع الفتوى رقم: 28199 والفتاوى المحال عليها فيها، أما إن كانت الصلاة سرية، أو كان المأموم لا يسمع الإمام، فالواجب هنا قراءة الفاتحة، ويندب ما سواها في غير الأخيرتين من الظهر والعصر والعشاء والأخيرة من المغرب، فيقتصر على الفاتحة فقط، والدليل على وجوب قراءة الفاتحة في هذه الحالة قوله صلى الله عليه وسلم: من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج (ثلاثا)، غير تمام قيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام، فقال: اقرأ بها في نفسك... رواه الأئمة مالك وأحمد ومسلم وأبوداود والترمذي والنسائي. وأدلة أخرى ليس عندنا متسع لبسطها. أما قراءة شيء من القرآن بعد الفاتحة في الأوليين من الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فهو سنة باتفاق الفقهاء، وهو هدي النبي صلى الله عليه وسلم، والإسرار بها أو الجهر تابع للصلاة التي هي فيها، أسرية هي أم جهرية، أما خلف الإمام، فعلى التفصيل السابق، ولا يشترط قراءة سورة معينة، بل أي سورة أو آيات قرأت فقد أصبت الفضيلة. والله أعلم.