عنوان الفتوى : هل الوضوء بالماء البارد أفضل
هل الوضوء بالماء البارد أكثر ثوابا من الوضوء بالماء الساخن؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد روى الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات... إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة.. ومعنى إسباغ الوضوء على المكاره: إتمامه في الوقت الذي تكره النفس ذلك؛ كالوضوء بالماء البارد في البرد وبالحار في الحر، أو غير ذلك مما تكرهه النفس كالتعب والإرهاق ونحوه. قال النووي في شرح مسلم: المكاره، تكون بشدة البرد وألم الجسم ونحو ذلك. انتهى. وقال المباركفوري في شرح الترمذي: أي يتوضأ مع برد شديد، وعلل يتأذى معها بمس الماء، ومع إعوازه والحاجة إلى طلبه والسعي في تحصيله وابتياعه بالثمن الغالي، ونحوه مما يشق. كذا في المجمع.انتهى. يريد به الماء وألم الجسم وإيثار الوضوء على أمور الدنيا، فلا يأتي به مع ذلك إلا كارها مؤثرا لوجه الله. وليس المراد من ذلك هو تعمد الوضوء بالماء البارد مع وجود الدافئ، وكذلك بقية المستكرهات. والله أعلم.