عنوان الفتوى : هل يجوز أن يقول: سبحان الله بقدر ذات الله ؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل يجوز التسبيح أو الاستغفار أو بعض الأذكار بقدر ذات الله، مثل (سبحان الله قدر ذات الله) وليس القصد الإحصاء والعياذ بالله منها غير الأجر فلا أحد يعلم قدر ذاته إلا هو، مثل بعض الأذكار (يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك) أو (سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه) فلا أحد يعلم قدر ذاته إلا هو لذلك أسبحه بقدر ذاته وجزاكم الله خيرا

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله.

لا يشرع الدعاء بما ذكرت لأمرين:

الأول: أنه لم يرد في الشرع، لا مثله ولا شبيه به، والحامل عليه التكلف في تحصيل أكبر عدد، ولو كان هذا مشروعا لسُبقنا إليه، فإنه لا أكبر ولا أعظم من الله.

الثاني: أنه قد يؤدي إلى محذور التكييف لذات الله تعالى واستحضار العبد في ذهنه قدرا لها، ولا يعلم قدر الله إلا الله كما ذكرت.

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم (88109) .

فالواجب أن يكتفى في ذلك بالوارد، وهو عظيم كثير والحمد.

فمن ذلك:

1-ما روى مسلم (2726) عَنْ جُوَيْرِيَةَ : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ:  مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟  قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:   لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ  " .

2-ما روى مسلم (771) عنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ، قَالَ:  وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ، وَإِذَا رَكَعَ، قَالَ:  اللهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وَعَصَبِي  ، وَإِذَا رَفَعَ، قَالَ:  اللهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ ....  .

3-ما روى أحمد (22144 ) وابن حبان (830) عن أبي أُمامة الباهلي: " أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرَّ به وهو يحرك شفتيه، فقال:  ماذا تقول يا أبا أمامة؟  قال: أذكر ربي، قال:  ألا أخبرك بأكثر أو أفضل من ذكرك الليل مع النهار والنهار مع الليل؟ أن تقول: سبحان الله عدد ما خلق، سبحان الله ملء ما خلق، سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء، سبحان الله ملء ما في السماء والأرض، سبحان الله ملء ما خلق ، سبحان الله عدد ما أحصى كتابه، وسبحان الله ملء كل شيء، وتقول: الحمد لله، مثل ذلك   وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2578).

والله أعلم.