عنوان الفتوى : المراد بأهل المدينة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

توجد أحاديث كثيرة عن أهل المدينة ، فمن هم أهل المدينة ؟ وهل تُطلق على كل من سكن المدينة منذ ميلاده وأقام فيها وإن لم يكن من أهل البلد ، أم إن أهل المدينة هم الأنصار هم الساكنون القدامى؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله.

نعم ؛ وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها دعاؤه لأهل المدينة ، وفيها التحذير من إرادتهم بسوء:

عن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاصٍ، قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  مَنْ أَرَادَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِسُوءٍ، أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ  رواه البخاري (1877) ، ومسلم (1387) واللفظ له.

وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْقَرَّاظِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، وَسَعْدًا، يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  اللهُمَّ! بَارِكْ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي مُدِّهِمْ  وَسَاقَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ:  مَنْ أَرَادَ أَهْلَهَا بِسُوءٍ، أَذَابَهُ اللهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ  رواه مسلم (1387).

وأهل المكان لغةً: هم سكانه والمقيمون به.

قال الزبيدي رحمه الله تعالى:

" والأهل للبيت: سكانه ، ومن ذلك: أهل القرى: سكانها " انتهى من "تاج العروس" (28 / 41).

وقال الإمام أبو الوليد الباجي، رحمه الله:

" دعاؤه - صلى الله عليه وسلم - أن يبارك لأهل المدينة في مكيالهم وصاعهم ومدهم: يقتضي تفضيله لها ، وحرصا على الرفق بمن يسكنها ؛ لِما افترض على الناس في زمن الهجرة من سُكناها.

ثم زال حكم الفرض ، وبقي الندب " انتهى، من "المنتقى شرح الموطأ" (7/187).

فالحديث ظاهره يتناول عموم سكان المدينة، ولا يخص الصحابة الأنصار رضوان الله عليهم وذريتهم، لأن ترك ظاهر الحديث وتخصيصه بقوم معينين ، يحتاج إلى دليل ، ولا يعرف ما يخصص هذا الحديث ويقصر معناه على الأنصار دون غيرهم من سكان المدينة.

قال الشيخ المفسر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى:

" وقد تقرر في الأصول أنه لا يمكن تخصيص العام إلا بدليل يجب الرجوع إليه ، سواء كان من المخصصات المتصلة، أو المنفصلة " انتهى من  "أضواء البيان" (5 / 83).

فكل من سكن المدينة فهو من أهلها ، وليس ذلك خاصا بالأنصار ، كما لا يشترط أن يكون قد ولد فيها .

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...