عنوان الفتوى : المتصدر لدعوة الناس لا بد أن يكن على بصيرة بما يدعو إليه
هناك بعض الإخوان من بعض جماعات المسلمين وهم أناس عاديون ويقومون أمام الجماعات بإعطاء الدروس وهم لا يتقنون اللغة ولا يفرقون بين الفتحة والخفضة ولا الأحاديث الصحيحة والضعيفة ويخلقون الضجة أحيانا بين الناس ما حكم هؤلاء؟وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن تعليم القرآن والسنة ودعوة الناس إلى الخير فيها من الأجر والثواب ما لا يعلمه إلا الله تعالى، ويجب على المسلمين أن يُعِدوا من يقوم بهذه المهمة العظيمة التي فرضها الله سبحانه وتعالى عليهم، حيث يقول جل وعلا: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران:104].
ويقول الله تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [يوسف:108].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: بلغوا عني ولو آية. رواه البخاري وغيره.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ليبلغ الشاهد منكم الغائب... ، وهو في الصحيحين وغيرهما، ويقول: إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين، حتى النملة في جحرها وحتى الحوت، ليصلون على معلم الناس الخير. رواه الترمذي.
وعلى هذا فالدعوة إلى الله تعالى وتعليم الناس الخير من أعظم القربات إلى الله تعالى، ولكن الذي يتصدر لدعوة الناس وتعليمهم لا بد أن يكون على بصيرة بما يدعو إليه ويعلمه، ففاقد الشيء لا يعطيه والذي ليس عنده علم لا يمكن أن يعلم غيره.
ومن أراد أن يقيم الدروس يجب عليه أولاً أن يخلص في عمله لله تعالى، وأن يختار المواضيع النافعة لمن يدرسهم، ويحرص على تصحيح الأحاديث التي يستشهد بها وتحقيق الأقوال التي يوردها، وبذلك ينفع وينتفع بما يقول، ويكون قد أدى ما فرض الله تعالى عليه، أما الضجيج الإعلامي واختلاق المشاكل والتفريق بين المسلمين، فإنه لا يجوز للمسلم أن ينشغل به، وقد حذرنا الله تعالى من ذلك في محكم كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
والحاصل أن كل من سعى لإقامة الدين والدعوة إليه، وتعليمه للناس بالحكمة والموعظة الحسنة، ونشر السنة، وتثقيف الأمة على نهج السلف القويم فهو على خير وصلاح، وكل جماعة التزمت منهج أهل السنة والجماعة وسعت لتحقيق تلك الأهداف فهي على خير وهدى إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.