عنوان الفتوى : لا يجوز إتيان من يستعين بالجن للقيام بالرقية
فضيلة الشيخ .. أريد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فيبتلي الله عباده بالأمراض والأوجاع، وما من داء إلا له دواء عرفه من عرفه وجهله من جهله. وأرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته للتداوي فقال: " تداووا عباد الله فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء أو دواء إلا داء واحدا قال يا رسول الله ما هو ؟ قال الهرم " رواه أصحاب السنن. ومن الأدلة التي أباح الشارع استخدامها الرقية واشترط لها أن تكون خالية من الشرك فعن عوف بن مالك الأشجعي قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك فقال: " اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك" رواه مسلم. وقد رقى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم وعلم النبي صلى الله عليه وسلم الرقى ورقى الصحابة وغيرهم. فإن كان هذا الشخص وكذلك المرأة التي علمته يستعين بالجن – وهو الذي يتضح من كلام السائل – فإنه لا يجوز الإتيان بهم للقيام بأمر الرقية. لقوله تعالى: ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً) [الجن:6] وقوله تعالى: ( ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا ) [الأنعام: 128] وهؤلاء وإن كانت تظهر بعض النتائج على أيديهم فإن السبيل الذي سلكوه سبيل خاطئ نهى الشارع عن اقتفائه، حذر منه أيما تحذير كما سبق في الآيتين. فالحذر من هؤلاء وأمثالهم لأنهم يلبسون على الناس الحق بالباطل وبالنسبة لأختك الصغيرة فالأولى عرضها على أخصائيين أو على من يلتزمون بضوابط الرقية الشرعية لعل الله جل وعلا يجعل على أيديهم الشفاء. والله أعلم.