عنوان الفتوى : حكم اتخاذ مقبرة للمسلمين ملاصقة لمقبرة النصارى والمدخل واحد
اشترينا أرضًا لنجعلها مقبرة للمسلمين، لكن الإشكال أن المكان الذي وجدناه خلف مقابر النصارى وهو ملاصق لها، فلو أردنا أن ندفن أحدًا من موتى المسلمين نَمُرُّ أولًا عند الدخول بمقبرة النصارى؛ فالمدخل واحد، ولا يمكن أن نفتح مدخلًا خاصًّا يؤدي مباشرة إلى مقبرة المسلمين، إلا أن المقبرتين منفصلتان تمامًا، وتوجد بينهما علامة فاصلة، فهل يجوز هذا الأمر في الإسلام؟ أفيدونا -جزاكم الله خيرًا-.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز اتخاذ تلك الأرض مقبرة للمسلمين ما دامت منفصلة تمامًا عن مقبرة النصارى، فإن لم تكن منفصلة تمامًا فلا أقل من أن تكون في رقعة خاصة بهم من أطراف مقبرة النصارى؛ فقد جاء في قرارات المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث 16/3/1426 - 25/04/2005 ما يلي: أهل كل دين لهم مقابرهم الخاصة بهم، فاليهود لهم مقابرهم، والنصارى لهم مقابرهم، والوثنيون لهم مقابرهم، ولا عجب أن يكون للمسلمين مقابرهم أيضًا. وعلى المسلمين في البلاد غير الإسلامية أن يسعوا -بالتضامن فيما بينهم- إلى اتخاذ مقابر خاصة بهم، ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً؛ لما في ذلك من تعزيز لوجودهم وحفظ لشخصيتهم.
فإذا لم يستطيعوا الحصول على مقبرة خاصة مستقلة، فلا أقل من أن يكون لهم رقعة خاصة في طرف من أطراف مقبرة غير المسلمين، يدفنون فيها موتاهم. انتهى.
والله أعلم.