عنوان الفتوى : لا تيأس من نصح العصاة ونوِّع أساليب الدعوة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:أنا أسكن في عمارة مكونة من سبع عشرة شقة وهؤلاء الجيران لا يصلي منهم في المسجد سوى ثلاثة إلى أربعة فقط علماً بأنني وزعت عليهم أشرطة عن الصلاة وأهميتها وعقوبة تاركها وحدثت بعضهم لماذا لا يصلي في المسجد ولكن دون جدوى سؤالي: ماذا أعمل معهم؟وجزاكم الله كل خير وشكرا لكم بعد شكر الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فينبغي لك أن تستمر في نصحهم وتذكيرهم، ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك مما طلعت عليه الشمس، وخير لك من أن يكون لك حُمُر النَّعَم، قال الله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33].
واجتهد في أن تنوع أساليب الدعوة، كمنحهم الأشرطة المختلفة لمشايخ متعددين عن حكم الصلاة، وحكم تاركها، وعن وصف الجنة والنار، وبذل المطويات والمجلات الهادفة، ثم إن بذلت ما في وسعك فلا يضرك إعراضهم، والهداية بيد الله سبحانه، قال الله تعالى: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [القصص:56].
وقال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [المائدة:105].
والله أعلم.