عنوان الفتوى : حكم رقية العقرب المنسوبة لابن الصلاح
ما مدى صحة موقعكم؟ وحين نشرتم الرقية عن العقرب لابن صلاح، لماذا تُنشر وقد يكون فيها كلمات شركية؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما نُشر بالموقع لم ننشره استقلالًا، بل نشرناه ضمن كتاب: غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب للسفاريني المتوفى سنة 1188هـ، وهذا الجزء الذي استنكره السائل منقول من كتاب: حياة الحيوان الكبرى للدميري الشافعي، وقد أنكر الدميري -رحمه الله- الرقية بالعجمية لجواز أن يكون فيها كفر فقال: رقية العقرب جائزة، لما روى مسلم عن جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما- قال: لدغت رجلًا عقرب ونحن جلوس مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال رجل: يا رسول الله، أرقيه؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل -وفي رواية: اعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك-. فالرقى جائزة بكتاب الله أو بذكره، ومنهي عنها إذا كانت بالفارسية أو بالعجمية، أو بما لا يدري معناه؛ لجواز أن يكون فيه كفر. اهـ.
وهذا هو ما درجنا عليه في فتاوانا، ونقلنا فيه كلام شيخ الإسلام ابن تيمية؛ فقد سئل عمن يقول: يا أزران، يا كيان، هل صح أن هذه أسماء وردت بها السنة لم يحرم قولها؟ فأجاب: الحمد لله، لم ينقل هذه عن الصحابة أحد لا بإسناد صحيح ولا بإسناد ضعيف، ولا سلف الأمة ولا أئمتها، وهذه الألفاظ لا معنى لها في كلام العرب، فكل اسم مجهول ليس لأحد أن يرقي به، فضلًا عن أن يدعو به، ولو عرف معناها وأنه صحيح لكره أن يدعو الله بغير الأسماء العربية. انتهى كلامه.
وقال الشوكاني في نيل الأوطار: فيه دليل على جواز الرقى والتطبُّبِ بما لا ضرر فيه، ولا منع من جهة الشرع، لكن إذا كان مفهومًا؛ لأن ما لا يفهم لا يؤمَن أن يكون فيه شيء من الشرك. اهـ.
والله أعلم.