عنوان الفتوى : كتابة القرآن بالرسم الإملائي - رؤية شرعية
هل تجوز كتابة القرآن الكريم بالرسم الإملائي ؟ وذلك في أغراض التعليم، كالكتابة على السبورة بهدف تحفيظ الأطفال؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن القرآن الكريم يكتب بالرسم العثماني وهو ما تم عليه الأمر في زمن عثمان رضي الله عنه بإجماع الصحابة، وقد نص أهل العلم على وجوب مراعاة تلك الأحكام، قال الزركشي في البرهان: قال أشهب سئل مالك رحمه الله هل يكتب المصحف على ما أخذه الناس من الهجاء؟ فقال: لا إلا على الكتبة الأولى، رواه أبوعمرو الداني في المقنع، ثم قال: ولا مخالف له من علماء الأمة. انتهى.
ونقل السيوطي في الاتقان عن الإمام أحمد أنه قال: تحرم مخالفة خط مصحف عثمان أي رسمه في ياء أو واو أو ألف أو غير ذلك. انتهى.
وبناء على ما تقدم فإن المعتمد في كتابة القرآن هو الرسم العثماني لا قواعد الإملاء لأنه هكذا وصلنا بإجماع الصحابة والأجيال السالفة، ولكن إذا كانت الحاجة ملحة للتعليم أو الاستشهاد ولم تمكن مراعاة تلك الأحكام فإنه لا حرج في كتابة بعض القرآن بالإملاء لما في ذلك من التيسير على الناس، ولأن العلماء قد اختلفوا في الكتابة بالقلم غير العربي وجوزه بعضهم، قال الزركشي في البرهان: اختلفوا في كتابته بقلم غير العربي، لم أر للعلماء فيه كلاماً ويحتمل الجواز. انتهى.
لذا فلا مانع مما ذكره السائل للعلة التي قدمناها.
والله أعلم.