عنوان الفتوى : حكم الابتعاد عن الأم الساحرة
عملت حماتي لي عملاً سفلياً لكي أطلق وانتقل المرض في جسدي وقد علمنا عن طريق أربعة شيوخ قرأوا علي القرآن وأخرج لي الشيخ واحداً وعشرين جنياً من يدي عانيت كثيراً من الأمراض، وكنت عند قراءة القرآن أصرع وعند مواجهة أهل زوجي، قالت والدته: إنها ستظل تعمل ذلك لتطلقنا، وهو يعلم أنها تعمل الطالع والأعمال دائما لمن تكره، عمل لي الشيخ حجامة ولكنني أخاف أن يحدث لي شيء آخر، هل يمكننا الابتعاد عنهم حتى يهديهم الله أم أن زوجي سيحاسب أمام الله على ذلك ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ارتكاب السحر والسعي لتحصيله كبيرة من الكبائر، يجب على العبد أن يتجنبها، فإن وقع فيها وجبت عليه التوبة منها فور الوقوع فيها، وذلك بالإقلاع عنها والندم عليها والعزم على عدم العودة إليه، ولا يجوز أن يتهم أحد بهذه التهمة لمجرد شك أو وهم أو ظن مرجوح، بل لا بد من التيقن من ذلك قبل الإقدام على رمي الناس به، لما يترتب عليه من تشويه للسمعة، وطعن في السيرة، فإذا غلب على ظن الأخت السائلة أو تيقنت أن أم زوجها قد عملت لها سحراً، فلتتوكل على الله، ولتفوض أمرها إليه، ولتصبر على ما ابتلاها الله به، وهذا كله لا يتنافى مع طلب العلاج من شيخ رباني يشتهر بالصلاح والدين، ولمعرفة معنى السحر وعلاجه راجعي الفتوى رقم: 2244، والفتوى رقم: 5252، ولمعرفة الفرق بين المشعوذ والمعالج بالقرآن راجعي الفتوى رقم: 6347.
وبغض النظر عن قيام حماتك بالسحر أو عدمه، فإنه يجوز لزوجك الخروج من بيت أمه إلى بيت مستقل، ولا شيء عليه في ذلك لأن ذلك لا ينافي برها، إلا إذا احتاجت إليه في خدمة لها لا يستطيع القيام بها إلا بالإقامة معها، ولا شأن لك أنت بهذا الأمر، لأن المسكن المستقل حق من حقوق الزوجة الواجبة على الزوج.
وننبهك إلى أنه لا ينبغي لك أن ترهقي زوجك بالنفقات لأجل هذه الأمر، حفاظاً على عشرته، ومراعاة لشعوره، كما نوصيك بالصبر على حماتك وتحمل أذاها.
والله أعلم.