عنوان الفتوى : سبب ذكر الأبناء دون الأنفس في معرفة أهل الكتاب بالنبي عليه الصلاة والسلام

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

لماذا ذكر في الآية رقم (146) من سورة البقرة : (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ) ، ولم يذكر كما يعرفون أنفسهم ؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله 

ذكر الله في الآية الكريمة معرفة أهل الكتاب بنبينا صلى الله عليه وسلم، وهذه المعرفة أكدها ربنا تعالى بأنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم .

والحكمة في ذلك ، والله أعلم : أن الرجل يعرف من ابنه ، ومراحل حياته ، ما لا يمكنه معرفته من نفسه ؛ فإنه لا يشهد نفسه وهو حمل، وبعد الولادة إلى وقت طويل يمر ، وهو لا يعقل أمر نفسه، لكن الأمر مختلف بالنسبة للأبناء.

وعن ابن جريج، في قوله:  الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ  البقرة/146 ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم. قال: زعم أهل المدينة عن أهل الكتاب ممن أسلم أنهم قالوا: " والله لنحن أعرف به من أبنائنا ، من أجل الصفة والنعت الذي نجده في الكتاب، وأما أبناؤنا فلا ندري ما أحدث النساء " انتهى من "تفسير الطبري" (9/ 187).

قال القرطبي: " وخص الأبناء في المعرفة بالذكر دون الأنفس ، وإن كانت ألصق ؛ لأن الإنسان يمر عليه من زمنه برهة لا يعرف فيها نفسه، ولا يمر عليه وقت لا يعرف فيه ابنه"، انتهى من " تفسير القرطبي "(2/ 163)، وقد نقله من "المحرر الوجيز، لابن عطية" (1/ 233).

وقال ابن عاشور: "وخص الأبناء لشدة تعلق الآباء بهم ، فيكون التملي من رؤيتهم كثيرا ، فتتمكن معرفتهم [أي: تثبت معرفتهم، وترسخ] ؛ فمعرفة هذا الحق ثابتة لجميع علمائهم " انتهى من "التحرير والتنوير"(2/ 40).

والله أعلم 

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...