عنوان الفتوى : مراعاة الصيغة والعدد في الأدعية والأذكار المأثورة، وفوائد تنوع الأذكار
سؤالي حول الأذكار الصباحية؛ فبعد صلاة الفجر يوميًّا بفضل الله أقوم بالدعاء والأذكار الواردة عن الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وبشكل متواتر؛ أي: بنفس الصيغة، ولا أزيد عليها شيئًا سوى ما ورد، وقد أزيد عليها بعض الشيء، ولكن بنفس الصيغة. فهل في ذلك شيء أم أنه يجب التنويع في الدعاء؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نهنئك على ما تقوم به من الالتزام بأذكار الصباح، ثم إنا ننصحك بالاقتصار على الأذكار المأثورة في الصباح، أو نحوه، وعدم الزيادة عليها؛ لأن الأذكار التي حددها الشرع لا تشرع الزيادة عليها؛ جاء في منح الجليل لمحمد عليش المالكي: (و) ندب (عدم زيادة) على الصاع؛ لأنه تحديد من الشارع، فالزيادة عليه بدعة مكروهة، كزيادة تسبيح وتحميد وتكبير المعقبات على ثلاث وثلاثين. انتهى.
والأذكار المعقبات هي: الأذكار المأثورة التي تقال عقب الصلوات المفروضة، فلا تشرع الزيادة عليها.
وفي فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء: أما الأدعية والأذكار المأثورة: فالأصل فيها التوقيف من جهة الصيغة والعدد؛ فينبغي للمسلم أن يراعي ذلك، ويحافظ عليه، فلا يزيد في العدد المحدد، ولا في الصيغة، ولا ينقص من ذلك، ولا يحرف فيه. انتهى.
ولا يجب عليك تنويع الأذكار عمومًا؛ لأنها أصلًا غير واجبة، بل هي من نوافل الطاعات، لكن من الأفضل تنويعها لما في ذلك من الفوائد التي نبه عليها بعض أهل العلم؛ جاء في مجموع الفتاوى للشيخ/ ابن عثيمين: واعلم أن تنوع العبادات والأذكار من نعمة الله -عز وجل- على الإنسان؛ وذلك لأنه يحصل بها عدة فوائد، منها: أن تنوع العبادات يؤدي إلى استحضار الإنسان ما يقول من الذكر؛ فإن الإنسان إذا دام على ذكر واحد صار يأتي به بدون أن يحضر قلبه، فإذا تعمد وقصد تنويعها، فإنه بذلك يحصل له حضور القلب. ومن فوائد تنوع العبادات: أن الإنسان قد يختار الأسهل منها والأيسر لسبب من الأسباب، فيكون في ذلك تسهيل عليه. ومنها: أن في كل نوع منها ما ليس في الآخر، فيكون في ذلك زيادة ثناء على الله -عز وجل-. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 27148.
والله أعلم.