عنوان الفتوى : حكم ترك الصلاة بسبب الوساوس
أعاني من الوسواس القهري في النية، حيث إني أقف مدة طويلة قبل الصلاة، أو الوضوء، أو الاغتسال. وتأتيني تلك الوساوس في النية. حاولت جاهدا أن أتجاهلها، وأبدأ الوضوء، أو الصلاة، ولكن يأتيني ذلك الشك في أن صلاتي، أو وضوئي غير صحيح، وصلت لدرجة أنني تركت الصلاة لمدة ثلاث سنوات، ثم هداني الله، ورجعت إليها مجددا، ولكن الوسوسة عادت إلي مجددا، وهي في تزايد. فما هو العلاج يا شيخنا الفاضل؟ ولدي سؤال آخر: ما هو حكم دخول الماء من غير قصد إلى الفرج، أثناء الاغتسال؟ أرجو الإجابة على سؤالي يا شيخنا الفاضل. وشكرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا علاج لهذه الوساوس سوى الإعراض عنها، وتجاهلها، وعدم الالتفات إليها، وانظر الفتوى رقم: 51601.
فإذا أردت الوضوء، فاستحضر في قلبك نية رفع الحدث، أو إرادة الصلاة، ثم اشرع في الوضوء مباشرة، ومهما وسوس لك الشيطان أنك لم تنو، فدع هذه الوساوس ولا تبال بها، وادرأ في نحره، وامض في عبادتك، غير مكترث بهذه الوساوس.
وإذا أردت الصلاة، فاستحضر في قلبك نية فعل الصلاة التي تريدها، ثم اشرع فيها مباشرة، ومهما وسوس لك الشيطان أنك لم تنو، أو أنك نويت غير تلك الصلاة، أو غير ذلك من التلبيسات، فتجاهلها، ولا تبال بها.
وإذا صدقت في مجاهدة نفسك؛ فإن الله سيذهب عنك هذه الوساوس بمنِّه.
وأما ترك الصلاة، فإنه كبيرة عظيمة، وذنب جسيم، فإياك والإقدام عليه مرة أخرى، وتب إلى الله مما فرط منك من ترك الصلاة توبة صادقة، وفي لزوم قضائك تلك الصلوات، خلاف، انظره في الفتوى رقم: 128781.
ولا حرج عليك ما دمت مصابا بالوسوسة، في العمل بقول من لا يوجب عليك قضاء تلك الصلوات.
وأما دخول الماء إلى الفرج في أثناء الغسل، فنظنه من تلك الوساوس التي أنت مصاب بها، وعلاجها هو أن تتجاهلها، ولا تعيرها اهتماما؛ فإن الاسترسال مع هذه الوساوس يفضي إلى شر عظيم.
والله أعلم.