عنوان الفتوى : كيف يقهر المرء الهوى ويبتعد عما يشتهيه؟
ما حكم من تقرأ كلامًا جنسيًا، وهي لم تتزوج، ولكنها لا تستطيع التوقف؟ وأحيانًا تقرأ الكلام الذي يوجد في هذا الموقع عن الاستمتاع، والنكاح، فماذا تفعل للتخلص منه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمطالعة ذلك سبيل الفتنة، وإذكاء للشهوة، ولا فائدة من الاطلاع عليه لغير المقبل على الزواج، وانظري الفتوى رقم: 127116، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 114683.
ونسوق لك فائدة في قهر الهوى، وكيف يبتعد المرء عما يشتهيه.
قال ابن الجوزي في صيد الخاطر: وفي قوة قهر الهوى، لذة تزيد على كل لذة، ألا ترى إلى كل مغلوب بالهوى، كيف يكون ذليلًا؛ لأنه قهر، بخلاف غالب الهوى؛ فإنه يكون قوي القلب عزيزًا؛ لأنه قهر؟!
فالحذر، الحذر من رؤية المشتهى بعين الحسن، كما يرى اللص لذة أخذ المال من الحرز، ولا يرى بعين فكرة القطع، وليفتح عين البصيرة، لتأمل العواقب، واستحالة اللذة نغصة، وانقلابها عن كونها لذة، إما لملل، أو لغيره من الآفات، أو لانقطاعها بامتناع الحبيب، فتكون المعصية الأولى كلقمة تناولها جائع، فما ردت كلب الجوع، بل شهت الطعام، وليتذكر الإنسان لذة قهر الهوى، مع تأمل فوائد الصبر عنه، فمن وفق لذلك، كانت سلامته قريبة منه. انتهى.
والله أعلم.