عنوان الفتوى : كلام باطل عن شرب القهوة
ما مدى صحة استغفار الملائكة لشارب البن حتى يزول طعم البن من فمه؟ وهل من يكره شراب القهوة ممسوس؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشراب البن أو المعروف بالقهوة إنما نشأ أخيرًا قبل القرن العاشر الهجري، ومن ثم اختلف في حلها أوان ظهورها وانتشارها، ثم آل الأمر إلى الاتفاق على إباحتها، قال القاسمي -رحمه الله- في رسالته في الشاي والقهوة والدخان: الفصل الخامس: في القطع بحل شربها. قال الشهاب ابن حجر في الإيعاب: حدث قبيل هذا القرن العاشر شراب يتخذ من قشر البن يسمى ذلك القهوة، وطال الاختلاف فيه، والحق أن ذاتها مباحة ما لم يقترن بها عارض يقتضي التحريم، وأطال في ذلك وأطاب -رحمه الله-. وقال العلامة الخليلي في فتاويه: وأما القهوة: فخلاصة القول فيها: أنها من الجائز تناوله، المباح شربه، كسائر المباحات؛ مثل: اللبن، والعسل، ونحوهما، لدخولها في قوله تعالى: قل لا أجد فيما أُوحي إلي محرما على طاعم يطعمه.. الآية. ولا التفات إلى من ادعى تحريمها؛ فدعواه في ذلك أوهن من بيت العنكبوت. ثم أطال القاسمي في إيراد النقول عن العلماء في إثبات حلها.
وبما قدمناه يعلم أن القهوة لم تكن -قطعًا- على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأنه ليس عنه ولا عن أحد من الصحابة ولا التابعين نص في مدحها أو ذمها؛ فما ذكر من أن الملائكة تستغفر لشاربها كلام باطل مقطوع ببطلانه ونكارته، وكذا ما يذكر من أن من يكره شربها ممسوس فهو من الأقوال المنكرة الباطلة، التي لا أصل لها، وكم من الفضلاء ممن يكرهون شرب القهوة، وكم منهم من يتعاطاها، والخلاصة: أنها من الشراب المباح الذي لا يمدح ولا يذم.
والله أعلم.