عنوان الفتوى : الفرق بين المحدثين والفقهاء
ما الفرق بين المحدثين والفقهاء..؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن لفظ "المحدثين" يطلق على من اعتنى من أهل العلم بعلم الحديث من حيث الرواية، فميز صحيحه من سقيمه، وبين أصنافه، وتتبع حال رواته من حيث الجرح والتعديل، ومن حيث الضبط والإتقان، ويسمى هذا العلم بعلم أصول الحديث أو مصطلح الحديث، ويغلب على من أطلق عليه هذا اللفظ من العلماء ألا يؤثر عنه البحث في فقه النصوص من الكتاب والسنة، وقد يكون هذا العالم فقيهاً؛ إلا أنه يغلب عليه الاهتمام بعلم الحديث.
ومن أمثلة هؤلاء العلماء علي بن المديني وابن مهدي ويحيى ابن معين وغيرهم.
أما لفظ "الفقهاء" فمصطلح أيضاً يطلق على من غلب عليه استنباط الأحكام الشرعية التفصيلية من الأدلة الواردة في الكتاب والسنة، ومن هؤلاء الأئمة الأربعة أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، إلا أن هؤلاء الأئمة قد اجتمع فيهم الوصفان، أعني: كونهم محدثين وفقهاء في آن واحد، على اختلاف بينهم في الاهتمام بعلم الحديث بين مقل ومستكثر.
هذا تعريف كل من اللفظين من حيث الاصطلاح، أما التعريف اللغوي لكل منهما فإن "المحدثين" مشتق من الحديث، والحديث: الخبر يأتي على القليل والكثير، والجمع أحاديث، كذا ورد في لسان العرب لابن منظور وذكر بعده: أن المحِّدث كثير الحديث، أما لفظ "الفقهاء" فمشتق من الفقه، والفقه في اللغة العلم بالشيء والفهم له، كذا في لسان العرب أيضاً.
والله أعلم.