عنوان الفتوى : المحافظة على الصلاة سبب خير الدنيا والآخرة

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

يا شيخ، أنا عمري الآن 17 سنة، ومتعب نفسيا جدا وبدنيا وكل شيء؛ فأنا عندما كنت صغيرا كنت أحب الصلاة جدا في المسجد، وأجد فيها متعة، فكان كل شيء أفعله في الوضوء بالطبع لم يكن صحيحا عندما كنت صغيرا، ولهذا كنت أتوضأ بسرعة جدا، فكانت الصلاة بالنسبة لي متعة تنتهي بسرعة وكانت لا تأخذ وقتا، فكنت أذاكر حتى كنت من المتفوقين في صغري. عندما بلغت فهمت كيف أتوضأ وأصلي وهكذا. وأنا عندي مذي كثير؛ فعندما أبلّ مكانه على الملابس رائحة الملابس تصبح كريهة، والجو بارد والملابس تبقى باردة، فكنت أخصص ملابس للصلاة وملابس لباقي اليوم. أعاني من الوسواس الشديد، وأعرف أن الحل هو أن لا أنصت إليه ولا أهتم به، ولكن لم أستطع أبدا. وأنا أستغرق في الاغتسال ساعة، وأصبح مرهقا؛ حيث إن السخان يبدو أن به عطلا؛ فالمياه الساخنة لا تبقى سوى وقت قليل. وفي كل يوم خميس أغتسل من الجنابة احتياطا، وفي آخر مرة اغتسلت كان يوم الخميس ونمت، ثم استيقظت لصلاة الجمعة، فوجدت منيا، وأني قد احتلمت، فلم أستطع الاغتسال ثانية، فتيممت وصليت الجمعة، ومن هذا اليوم لم أغتسل، أتيمم فقط، وقررت ألا أصلي. وأنا الآن في الصف الثاني الثانوي، والامتحانات يوم 4/1، وأحاول ألا أضيع وقتا، وأذاكر كي لا أرسب. فطيلة الدراسة أقضي اليوم في الدروس، والأكل، والصلاة، والنوم فقط. والصلاة تأخذ مني وقتا طويلا وتؤخرني، وأنا أريد في الصف الثالث أن أدخل كلية الطب؛ لهذا يجب ألا أضيع وقتا وأجتهد جيدا، فهل من الممكن ألا أصلي إلى أن أنتهي من دراستي، وأبدأ في علاج الوسواس؛ حيث إني حاولت كثيرا ولم أستطع لأن الله تعالى قال: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة. وأيضا لأني مريض. إذا كانت الإجابة نعم ستريحني، وإن كانت لا فهذا سيؤثر سلبيا جدا في مستقبلي وسأصبح فاشلا، مع أني أعرف أن الصلاة فرض وتاركها يعد كافرا، ولكن لا أعرف ماذا أفعل؟! لقد تعبت تعبت تعبت جدا! والله أعلم بحالي، لقد كرهت العيش، وحاولت أن أشتري دواء فافرين ولم أجده تماما، ولا ترسل إلي يا شيخ فتوى أخرى غير هذه كإجابة سريعة، أجب علي مباشرة بالله عليك، فلولا أن الانتحار حرام لانتحرت. وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لمسلم ترك الصلاة بحال ما دام عقله ثابتًا، والتهلكة الحقيقية هي التفريط في هذه الشعيرة العظيمة، والتعرض لعقوبة الله وسخطه، وانظر لبيان خطر ترك الصلاة الفتوى رقم: 130853. والأمر أيسر بكثير مما تتصوره؛ فما عليك إلا الاستعانة بالله تعالى، ومجاهدة هذه الوساوس ومدافعتها، بحيث لا تسترسل معها، ولا تعيرها أي اهتمام، ومع يسير المجاهدة والاستعانة بالله تعالى سيذهب عنك هذا الداء، فلا تغتسل إلا إذا تيقنت يقينًا جازمًا تستطيع أن تحلف عليه أنه قد خرج منك المني الموجب للغسل، ولا تطل المكث في الحمام، بل عمم بدنك بالماء ثم انصرف، وهذا لا يستغرق منك دقائق، وإذا توضأت فلا تزد في غسل العضو على ثلاث مرات مهما وسوس لك الشيطان أنك لم تغسله غسلًا تامًّا. وأمر الصلاة ليس بالأمر الصعب؛ فما هي إلا دقائق تقوم فيها بين يدي ربك وتناجيه وتتلو كلامه سبحانه، لكن عليك أن تترك الوسواس، فكلما أوهمك الشيطان أنك لم تقرأ كلمة كذا أو لم تأت بحرف كذا أو أنك تركت سجدة أو ركعة أو نحو ذلك فدعك من وسواسه ولا تلتفت إليه.

وابدأ في العلاج من الآن؛ فإن ذلك مما يعينك -إن شاء الله- في دراستك ويساعدك على التفوق، وطاعة الله لا تجلب للعبد إلا الخير، فجاهد الوساوس واستمر في طاعة الله ولا تضيع الصلاة أبدًا، واعلم أن أمر مدافعة الوسواس يسير لكنه يحتاج إلى عزيمة صادقة وهمة عالية، هذا وننبهك إلى أنه لا يجزئك التيمم مع القدرة على الاغتسال، فعليك أن تغتسل إذا تحققت خروج المني، واغتسل على الصفة المبينة لك وستجد الأمر سهلا -إن شاء الله-، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.