عنوان الفتوى : ما حكم الاعتقاد في الأُورا والعلاج بالطاقة ؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما حكم الإسلام في ما يسمى بالأُورا أو (Aura) بالإنجليزية، يقال هي ظاهرة أو ضوء ملون يحيط بجسد الإنسان ولا يظهر إلا للبعض، فما حكم الاعتقاد في ذلك ؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله

الهالة أو الـــ Aura من مصطلحات المعالجين بالطاقة ، يعبرون بها عن الجسم الطاقي اللطيف الذي يحيط بالجسم المادي ، فالهالة عندهم هي الواسطة الموصلة بين الإنسان وطاقة الكون !

ويزعم مروجو العلاج بالطاقة أنه بإمكان بعض الناس من أصحاب القدرات البصرية الخارقة رؤية هذه الهالات المحيطة بالجسم ، وأنها تتكون من سبع طبقات تسمى بالأجسام السبعة !

ويزعمون كذلك أنه يمكن لمن لا يملكون قدرات خارقة رؤية هذه الهالات وألوانها المختلفة بالعين المجردة ، من خلال القيام ببعض التمارين المحددة والقائمة في الغالب على إرهاق الشبكية !

ومما يدل علميا على عدم صحة هذه الرؤية المزعومة وانتفاء دلالتها الطبية على مستوى التشخيص أو العلاج :

1- اختلاف الرائين لهالة الجسم الواحد .

2- اختلاف الألوان في بعض التجارب ، عن الحالات النفسية الموافقة لها .  

إلى غير ذلك من الأسباب المذكورة في مقال Aura photography : a candid shot

skeptical inquirer magazin : Vol. 24 No 3

وليُعلم أن فلسفة الأجسام السبعة : متعلقة بإحدى فلسفات اليوغا القديمة ، حيث يرتبط كل واحد من هذه الأجسام السبعة بمركز من مراكز الطاقة أو ما يسمى بالــــ ( شاكْرات ) ، وهي مراكز للطاقة الروحية الكونية توجد في الهالات، ولها مراكز مماثلة في الجسم تعرف بشبكة الأعصاب!

كذا في ( الكامل في اليوغا ) ص 344 لسوامي فشنو ديفانندا

وعامة مباحث علم الطاقة وتطبيقاتها الشفائية مبنية على مجرد التكهن والظن، ومرتبطة بعقائد وثنية ، لا علاقة لها بالطب التجريبي ، ولا الحدود الشرعية ؛ إذ لا سبيل لإثبات شيء منها بالأدلة الشرعية أو التجريبية المقبولة عند العلماء ، بل تعدى الأمر إلى التنجيم المباشر من خلال فلسفة العناصر الخمسة المتعلقة بالكواكب والأبراج ، ولذا تجد التنجيم الصريح في بعض تطبيقات الـــ ( ريكي ) والــــ ( أيورفيدا ) ، وخاصة في العلاج بالأحجار الكريمة والبلورات !

هذا مع ما فيها من الإيغال في تقديس الذات ، وذلك لانصباب اهتمام الواحد منهم على استخراج ذاته الإلاهية المدفونة ، والتوحد بنفسه مع الطاقة الكونية ، لتحريرها - بزعمهم من رق المادية ! ، حتى يصل السالك إلى مراحل متقدمة من الوعي بذاته ، ويدرك أنه هو والمعبود شيء واحد ، فلا يبقى للعبادة عنده معنى !

وهذه بعينها هي عقيدة الملاحدة : أصحاب الحلول والاتحاد ، القائلين بوحدة الوجود ، وهي من الفلسفات الوثنية القديمة ، التي تسربت إلى بعض أهل الضلال من المتصوفة الحلوليين .  

وتتميما للفائدة انظر جواب السؤال رقم (178938) ورقم (112043)

وانظر كتاب ( التطبيقات المعاصرة لفلسفة الاستشفاء الشرقية : دراسة عقدية ) للدكتورة هيفاء الرشيد ، طبعة مركز التأصيل للدراسات والبحوث ، وكتاب " خرفة السر" ، لفضيلة الشيخ عبد الله بن صالح العجيري .

والله أعلم