عنوان الفتوى : محل إجزاء الصدقة بالحقوق عن أصحابها
أشكر من قام على هذا الموقع الأكثر من رائع، جعله الله في ميزان حسناتكم، وجمعنا وإياكم في أعلى جنانه. لدي مسألة تشغل بالي وقلبي أتمنى المساعدة في حلها، لدي حقوق مالية للناس أخذت باتفاق بيني وبينهم على أمر وأخل ببعض الاتفاق وحصل سوء تفاهم، وطالب بعضهم بإرجاع المبلغ، ولكني أوجست فيهم شرا، حيث أحسست ورأيت أنهم يكيدون لي شرا، ولكن لم يستطيعوا الوصول إلى دليل لي، ومع العلم أني رأيت أحلاما تشير إلى تربص أعداء بعد تفسيرها، ولكني لا أريد أن تبقى الحقوق؛ علي حيث أريد تخليص نفسي قبل يوم الحساب، ولا أريد أخذ مال أحد بغير حق، ولكن كما ذكرت أوجست شرا على نفسي، مع أني تلقيت تهديدا من البعض، وأحسست أن بإرجاعي لأموالهم سيتمكنون من إيجاد طريقة لإيقاعي في شر أعمالهم، ولذلك كفيت نفسي شر العالمين، وأردت التصدق بنية إخراج حقوقهم؛ حيث أني لا أريد إبقائها في ذمتي، هل يجوز لي ذلك؟ وهل تكفيني الصدقة في إخراج حقوقهم؟ مع العلم أني متأكدة بعدم ظلمي لأحد، وأريد التصدق بقيمة المبالغ، وأستطيع الوصول لأصحاب الحقوق، ولكن في قرارة نفسي أعلم أنهم يريدون شرا لا يريدون حقوقهم، وأنا أريد كف نفسي من المشاكل. شاكرة لكم تعاونكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتقبل توبتك، وأن يثبتك على هداه، واعملي أن من شروط التوبة مما فيه مظلمة للعباد ـ كالسرقة، ونحوها ـ رد تلك المظالم إلى أصحابها، أو طلب العفو والمسامحة منهم، كما في الفتوى رقم: 125190.
وأما الصدقة بالحقوق عن أصحابها فمحله هو عند العجز عن الوصول إليهم، وأما مع إمكان الوصول إلى أرباب الحقوق فلا تجزئ الصدقة بها عنهم، ولا تبرأ الذمة بذلك، بل لا بد من إيصالها إليهم إلا أن يسامحوا ويعفوا، كما بيناه في الفتوى رقم: 120608.
وما ذكرته من إحساسك بإرادة أصحاب الحقوق الشر بك: فلا يعفيك من إيصال حقوقهم إليهم .
فالواجب عليك المبادرة بإبراء ذمتك ، وإيصال الحقوق إلى أهلها ، وتذكري دوما أن حقوق الخلق مبنية على المشاحة والاستقصاء، ولا تجدي فيها مثل هذه التأويلات .
وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 272065 .
والله أعلم.