عنوان الفتوى : الدعاء المسنون عند تملك ولبس الثوب
عندما أرتدي عدة ملابس في نفس الوقت. هل أقول: الحمد لله الذي كساني هذا الثوب، ورزقنيه من غير حول مني، ولا قوة. في كل مرة، أي عند كل ثوب ألبسه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن لبس ثوبا جديدا، ينبغي له الدعاء بما هو مأثور من الأدعية في هذا المقام, ولا يقتصر على أول ثوب جديد لبسه, كما يفهم من ظواهر الأحاديث الواردة في هذا المجال.
فقد جاء في فتح الباري للحافظ ابن حجر: وجاء أيضا فيما يدعو به من لبس الثوب الجديد، أحاديث منها ما أخرجه أبو داود، والنسائي، والترمذي، وصححه من حديث أبي سعيد: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجد ثوبا سماه باسمه عمامة، أو قميصا، أو رداء ثم يقول: اللهم لك الحمد، أنت كسوتنيه، أسألك خيره، وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له. وأخرج الترمذي، وابن ماجه، وصححه الحاكم من حديث عمر-رفعه-: من لبس ثوبا جديدا، فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق، فتصدق به، كان في حفظ الله، وفي كنف الله حيا، وميتا. وأخرج أحمد والترمذي وحسنه من حديث معاذ بن أنس- رفعه-: من لبس ثوبا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا، ورزقنيه من غير حول مني، ولا قوة، غفر الله له ما تقدم من ذنبه. انتهى.
وفي شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين: فإذا من الله عليك بلباس جديد: قميص، أو سروال، أو غترة، أو مشلح أو نحوها ولبستها فقل: اللهم لك الحمد، أنت كسوتنيه. وتسميه باسمه. اللهم لك الحمد، أنت كسوتني هذا القميص، أنت كسوتني هذا السروال، أنت كسوتني هذه الغترة، أنت كسوتني هذه الطاقية، أنت كسوتني هذا المشلح، أي شيء تلبسه وهو جديد، فاحمد الله قل: اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه، أسألك خيره، وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له. انتهى.
بل إن بعض أهل العلم قال بمشروعية الدعاء عند تملك الثوب, ولو كان غير جديد.
جاء في فيض القدير للمناوي: والظاهر أن ذلك يستحب لمن ابتدأ لبس غير ثوب جديد، بأن كان ملبوسا، ثم رأيت الزين العراقي قال: يستحب عند لبس الجديد وغيره، بدليل رواية ابن السني في اليوم والليلة: إذا لبس ثوبا. انتهى.
والأدعية المأثورة عند ارتداء اللباس خاصة بمن تملك ثوبا جديدا " أو مستعملا على قول " ويكون ذلك عند ارتدائه أول مرة, وبالتالي فلا تطلب من الشخص عند ارتداء أي ثوب كان.
والله أعلم.