عنوان الفتوى : الضرر المبيح لترك جماعة المسجد
أعيش في بلد نظامه يحارب الإسلام وينشر الفساد بين المسلمين، يقوم بين الفينة والأخرى بمداهمة المساجد في شتى أنحاء البلاد ويضرب ويعتقل المصلين بدون أدنى سبب سوى إقبال الشباب على التدين، لا يؤمن بالسنة الشريفة ويعترف بالقرآن فقط ولا يطبق أحكامه، وقد شنق مجموعة من المؤمنين في شهر رمضان سنة 1984. لقد خاف الشباب من الصلاة في المساجد ولذا فقد نقص عدد المصلين وأغلبهم من المسنين. هل يجوز لي الصلاة في البيت إماماً لأفراد أسرتي؟ أم لا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا تحقق لدى المسلم أن محافظته على الصلاة في الجماعة في المسجد ستلحق به ضرراً في نفسه أو في ماله، فإن هذا عذر يمنع من أداء الصلاة في المسجد، فيجوز له في هذه الحالة أن يصلي في البيت إماماً لأفراد أسرته، فإذا زال الخوف فإنه يجب على المسلمين أن يقيموا شعائر دينهم، وإذا حصل بعض الضرر المتوقع فإنه ينبغي عليهم أن يتحملوا ذلك في سبيل الله تعالى، وأن يتذكروا حال النبي صلى الله عليه وسلم في مقاساته وتحمله إيذاء قريش له لما أن كان بمكة مستضعفاً هو ومن معه من المؤمنين رضي الله عنهم، حتى أذن الله تعالى بالفرج من عنده فكان النصر بعد ذلك للإسلام والمسلمين: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً [آل عمران:120].
وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:200].
والله أعلم.