عنوان الفتوى : مدى صحة القول بأن على أهل السنة أن لا يصفوا أنفسهم بهذا الوصف، وأن يكتفوا بصفة الإسلام فقط
أود أن أخبركم بمسألة أهمتني، وأنا أشعر بالذنب ، المسألة وما فيها : أنني كنت أتناقش أنا وعمي حول مسألة السنة والشيعة علما بأنني سني ولست شيعيا ، وقد قلت له : إنه في الإسلام لا توجد لا سنة ولا شيعة ، بحيث عندما يسألك أي شخص هل أنت سني أم شيعي فقل : أنا مسلم ، أمتثل أوامر الله والرسول ؛ لقول الله تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) ، وقلت له أيضا : إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال 73 طائفة في النار إلا واحدة ، وقد قلت له هذا القول بعد مشاهدتي لأحد الفيديوهات للداعية الدكتور ذاكر نايك ، وأنا أحب الله والرسول صلى الله عليه وسلم ، وأحب الصحابة ، وأمنا عائشة رضي الله عنهم ، لكني الآن أشعر بالذنب ، أشعر أنني أخطأت في حق الرسول صلى الله عليه وسلم لما قلت لعمي لا تقل أنتمي لتلك لطائفة أو لتلك الطائفة عندما تمثثل لأوامر الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم فقل : أنا مسلم ؛ لأن كلمة مسلم أفضل ، ومن لا يمتثل ، وفرقوا دينهم فدعهم إلى الله سبحانه وتعالى ، أود أن أسألكم هل أنا مذنب ؟ وهل أنا مخطئ في حق الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ لأني أشعر كثيرا بالذنب بسبب قولي هذا ، أتمنى أن تجيبوني في أقرب فرصة .
الحمد لله
أولا:
"المسلم" هو اسم اختاره الله تعالى لكل من استجاب لدعوة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال الله تعالى:
( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا ) الحج /78.
قال ابن كثير :
" عن ابن عباس في قوله: ( هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ) قال: الله عز وجل. وكذا قال مجاهد، وعطاء، والضحاك، والسدي، وقتادة، ومقاتل بن حيان ...
قال مجاهد: الله سماكم المسلمين من قبل في الكتب المتقدمة وفي الذكر، ( وَفِي هَذَا ) يعني: القرآن. وكذا قال غيره.
قلت: وهذا هو الصواب " انتهى، من "تفسير ابن كثير" (5 / 456).
وعن الحَارِث الأَشْعَرِيّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( وَمَنْ ادَّعَى دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ.
فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ؟
قَالَ: وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ، فَادْعُوا بِدَعْوَى اللَّهِ الَّذِي سَمَّاكُمُ؛ المُسْلِمِينَ، المُؤْمِنِينَ، عِبَادَ اللَّهِ ) .
رواه الترمذي (2863) وقال : "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ". وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" .
وكان هذا الاسم كافيًا في تمييز المسلم لنفسه عن الضالين من النصارى واليهود والمشركين، إلى أن نشأت فرق تنتسب إلى الإسلام ، لكنها تشاقق الله ورسوله وتدخل في دين الإسلام ما ليس منه، كالشيعة والخوارج والمعتزلة وغيرها من الفرق التي توالى ظهورها بعد ذلك، فهنا احتاج المسلمون المتبعون لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يميزوا أنفسهم عن أهل الضلال والبدع ، فأخبروا عن أنفسهم بوصف محمود في الشرع يحبه الله ورسوله ، وهو اتباع سنة وطريق النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين ، وحرصهم على اجتماع كلمة المسلمين ، ولكنه الاجتماع على الحق الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم .
عَنْ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: ( وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا القُلُوبُ.
فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلَالَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ) رواه الترمذي (2676) وقال : "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ" ورواه أبو داود (4607)، وابن ماجه (43).
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( ... وَإِنَّ بني إسرائيل تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً.
قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ: مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي ) رواه الترمذي (2641)، وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي".
وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّهُ قَالَ: أَلَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فِينَا فَقَالَ: ( أَلَا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ: ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ ) رواه أبو داود (4597). وحسنه الألباني في "صحيح سنن أبي داود".
ومن هنا صار أتباع الطريقة الأثرية النبوية المحمودة يتميزون بهذا الوصف المحمود " أهل السنة " ، "أهل الحديث والأثر" ، أو : "أهل السنة والجماعة" .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"ونحن لا نعني بأهل الحديث المقتصرين على سماعه أو كتابته أو روايته؛ بل نعني بهم: كل من كان أحق بحفظه ومعرفته وفهمه ظاهراً وباطناً، واتباعه باطناً وظاهراً، وكذلك أهل القرآن.
وأدنى خصلة في هؤلاء: محبة القرآن والحديث، والبحث عنهما وعن معانيهما، والعمل بما علموه من موجبهما؛ ففقهاء الحديث أخبر بالرسول من فقهاء غيرهم، وصوفيتهم أتبع للرسول من صوفية غيرهم، وأمراؤهم أحق بالسياسة النبوية من غيرهم، وعامتهم أحق بموالاة الرسول من غيرهم ..." انتهى، من "الانتصار لأهل الحديث" (140-141) .
ثم تتابع أهل العلم على استعمال هذا الوصف ووصف العقيدة الصحيحة بعقيدة أهل السنة والجماعة.
كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
" وطريقتهم – يعني أهل السنة - هي دين الإسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم. لكن لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة - وهي الجماعة - ) وفي حديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) : صار المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشوب: هم أهل السنة والجماعة " انتهى، من " مجموع الفتاوى" (3 / 159) .
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
" حصل عند بعض الشباب إنكار للتسمي بالأثر والانتساب إلى الأثر، ويقولون: إن هذه النسبة تفرق المسلمين، فهل هذا صحيح أم أنها مجرد نسبة إلى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وإلى الحق، وخاصةً أن بعض العلماء الأعلام كالحافظ العراقي تسمى بذلك، هل صحيح أنكم تراجعتم عن التسمي بذلك؟
فأجاب رحمه الله :
" لا أعلم حرجاً في ذلك، إذا قال أنه أثري أو يحكي عن فلان أنه أثري إذا كان صحيحاً، إذا كان يعتمد الأحاديث النبوية والسنة المطهرة، ويسير على نهج السلف الصالح فإنه يقال أثري أو يقال من أهل السنة والجماعة، كل هذا لا حرج فيه ودرج عليه أهل السنة، إذا كان صادقاً في ذلك. معنى هذا أن سماحتكم لم يتراجع؟ أنا ما تسميت الذي سماني بعض الناس، ما قلت عن نفسي أني أثري، إنما بعض الناس قال عني ذلك. ووجد في بعض الكتب؟ قال عني بعض الناس ذلك، أما أنا أقول نعم، أنا إن شاء الله من أهل السنة والجماعة، وأنا إن شاء الله أثري أقوله الآن." .
http://www.binbaz.org.sa/noor/1600
فالحاصل أن انتساب المسلم إلى "أهل السنة" ، تمييزا لنفسه عن أهل البدع : هو تصرف صحيح ومشروع؛ قد جرى عليه أهل العلم من قديم ، دون نكير .
وتتأكد المشروعية : إذا دعت الحاجة إليها ، حاجة التمييز في المقالة ، وعدم اختلاط القول والاعتقاد والسلوك : بطرائق أهل البدع .
من غير أن تكون الموالاة والمعاداة معقودة على نفس الأسماء ، بل الواجب تحرير أصل الحب والبغض ، والموالاة والمعاداة : أن يكون ذلك كله في الله ، ولله .
والمدح المطلق : إنما يكون بما مدح الله ورسوله به .
والذم المطلق : إنما يكون بما ذم الله ورسوله به .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وليس لأحد أن يعلق الحمد والذم ، والحب والبغض ، والموالاة والمعاداة ، والصلاة واللعن = بغير الأسماء التي علق الله بها ذلك ؛ مثل أسماء القبائل والمدائن والمذاهب والطرائق المضافة إلى الأئمة والمشايخ؛ ونحو ذلك مما يراد به التعريف .
كما قال تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ، وقال تعالى: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) (الذين آمنوا وكانوا يتقون) ، وقال: (تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا) .
وقد قال صلى الله عليه وسلم (إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء؛ إنما وليي الله وصالح المؤمنين) وقال (ألا إن أوليائي المتقون حيث كانوا ومن كانوا) وقال: (إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء. الناس رجلان: مؤمن تقي وفاجر شقي ، الناس من آدم وآدم من تراب) ، وقال: (إنه لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأبيض على أسود ولا لأسود على أبيض: إلا بالتقوى) . فذكر الأزمان والعدل بأسماء الإيثار والولاء والبلد .
والانتساب إلى عالم أو شيخ إنما يقصد بها التعريف به ليتميز عن غيره ؛ فأما الحمد والذم والحب والبغض والموالاة والمعاداة : فإنما تكون بالأشياء التي أنزل الله بها سلطانه وسلطانه كتابه .
فمن كان مؤمنا : وجبت موالاته ، من أي صنف كان .
ومن كان كافرا : وجبت معاداته ، من أي صنف كان .
قال تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون) ، وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض) ، وقال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) ، وقال تعالى: (لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء) ، وقال تعالى: (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا) ، وقال تعالى: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه) .
ومن كان فيه إيمان وفيه فجور : أعطي من الموالاة بحسب إيمانه ، ومن البغض بحسب فجوره، ولا يخرج من الإيمان بالكلية بمجرد الذنوب والمعاصي ، كما يقوله الخوارج والمعتزلة ، ولا يُجعل الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون ، بمنزلة الفساق في الإيمان والدين والحب والبغض والموالاة والمعاداة ... فهذا الكلام في الأنواع." انتهى، من "مجموع الفتاوى" (28/227-229) .
ثانيا:
وأما قوله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) آل عمران (103)، فكلمة ( وَلَا تَفَرَّقُوا ) قد فسرتها الكلمة التي قبلها ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا )، وحبل الله تعالى هو الإسلام وما جاء به الوحي من كتاب وسنة، فالتفرق إنما يحصل بترك الاعتصام بحبل الله تعالى .
قال القرطبي رحمه الله تعالى:
" فأوجب تعالى علينا التمسك بكتابه وسنة نبيه، والرجوع إليهما عند الاختلاف، وأمرنا بالاجتماع على الاعتصام بالكتاب والسنة اعتقادا وعملا، وذلك سبب اتفاق الكلمة، وانتظام الشتات الذي يتم به مصالح الدنيا والدين، والسلامة من الاختلاف، وأمر بالاجتماع، ونهى عن الافتراق الذي حصل لأهل الكتابين. هذا معنى الآية على التمام " انتهى، من "الجامع لأحكام القرآن" (5 / 251).
فمن اعتصم بحبل الله تعالى ، وهو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من قرآن وسنة، ودعا الناس إليهما، وفارق وأنكر على من خالفهما ، وحذر منه : فهو على هذه الحال معتصم بحبل الله تعالى، غير مفرق، بل هو محمود وموعود بالجنة، وموصوف بأنه مع الجماعة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
" فإن قيل : إن النبي صلى الله عليه وسلم جعل أمته ثلاثا وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة، فدل على أنها لا بد أن تفارق هذه الواحدة سائر الاثنتين وسبعين فرقة.
قلنا: نعم، وكذلك يدل الحديث على مفارقة الثنتين وسبعين بعضها بعضا، كما فارقت هذه الواحدة " انتهى، من "منهاج السنة" (3 / 466 – 467).
ونسأل الله تعالى لنا ولكم أن يعفو عنا وأن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه ، إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
والله أعلم.
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |