عنوان الفتوى : ينزه القرآن عن أن يُقْرًأ في أماكن التسوق
هل يجوز سماع القرآن الكريم أثناء المذاكرة أو العمل على أساس أنه أفضل من سماع الأغاني؟ وما حكم رفع صوت المذياع أو المسجل بالقرآن في المحلات أو المجمعات التجارية؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأما سماع القرآن أثناء المذاكرة أو العمل فلا حرج فيه إن شاء الله تعالى، وهو أمر حسن يؤجر عليه المسلم لحديث: "إني أحب أن أسمعه من غيري" رواه البخاري.
أما رفع صوت المذياع أو المسجل بالقرآن في الأسواق والمحلات التجارية، فقد نص بعض العلماء على حرمة رفع الصوت بالقرآن في الأسواق التي ينادى فيها بالبيع، وعللوَّا ذلك أن فيه امتهاناً للقرآن.
جاء في الآداب الشرعية والمنح المرعية: فصل في القُرَّاء في السوق واختلاف حال القارئ والسامعين فيه. قال ابن عقيل في الفنون قال حنبل: كم من أقوال وأفعال تخرج مخرج الطاعات عند العامة، وهي مأثم من الله سبحانه عند العلماء، مثل: القراءة في أسواق يصيح فيها أهل المعاش بالنداء والبيع ولا أهل السوق يمكنهم السماع، ذلك امتهان.
وقال صاحب مطالب أولى النهى شرح غاية المنتهى: وكرهها -أي القراءة ابن عقيل- بأسواق ينادى فيها ببيع، وحَرُمَ رفع صوت القارئ بها -أي بالقراءة- بأسواق مع اشتغالهم -أي أهل السوق- بتجارة وعدم استماعهم له.
وقال في شرح المنتهى: لا يجوز رفع الصوت بالقرآن في الأسواق مع اشتغال أهلها بتجارتهم وعدم استماعهم له؛ لما فيه من الامتهان. ا.هـ
فالمقصود أن الأسواق موضع اللغط والحنث، وهي في زماننا هذا موضع التبرج الفاحش والصور العارية والمخالفات الشرعية الواضحة، والقرآن منزه عن أن يقرأ في مثل هذه المواضع.
والله أعلم.