عنوان الفتوى : لا يباح ترك الجمعة إلا بعذر شرعي معتبر
أنا تاجر تونسي أمارس تجارتي متجوّلا بين الأسواق حيث أنّني أقطن في مدينة منزل تميم وأعرض منتوجاتي في أسواق ولاية تونس وأنا شريك مع إخوتي أمّا بعد :الموضوع :في يوم الجمعة لا أستطيع الوصول إلى منزل تميم مبكراً بعد العمل وبذلك في بعض الأحيان ألحق صلاة الجمعة و أحيانا لا. كما أنّني أثناء العمل في ولاية تونس أسمع نداء الجامع لأداء صلاة الجمعة بيد أن اخوتي لا يتركونني أذهب لأداء الصّلاة بحجّة تعرّض البضاعة إلى السرقة أثناء غيابي السّؤال : هل أبقى أعمل وألتحق بصلاة الجمعة متأخّرا هذا إن استطعت الالتحاق أم أنّي أترك عملي في هذا اليوم بالذّات غير مبال بما يقوله لي إخوتي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا وصلت إلى بلدك فسمعت النداء للجمعة فيجب عليك السعي إليها وحرم عنئذ البيع والشراء، لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الجمعة:9].
ولا يباح لك ترك الجمعة إلا بعذر شرعي معتبر كخوف ضرر يصيبك في نفسك أو أهلك أو مالك، ونحو ذلك من الأعذار المرخصة في ترك الجمعة والجماعة، وأي عمل يلزمك أهله بترك الجمعة دائماً أو غالباً -مع وجوبها عليك- فإنه يجب عليك تركه، وابحث عن عمل آخر لا يفوت عليك الجمعة.
واعلم أن الصلاة في جماعة واجبة هي الأخرى على الراجح من أقوال أهل العلم.
هذا؛ ولتعلم أنه إذا وجب عليك السعي للجمعة فيجب عليك أن تسعى لها بوقت يكفي لإدراك الخطبة والصلاة، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
ومن فاتته صلاة الجمعة قضاها ظهراً أربع ركعات فإن كان معذوراً فلا إثم عليه، وإن كان غير معذور أثم لتفريطه، وفي الحديث: من ترك ثلاث جمع تهاوناً بها طبع الله على قلبه. رواه الترمذي وهو حديث صحيح.
والله أعلم.