عنوان الفتوى : ما حكم قراءة الروايات الرومانسية؟
ما حكم قراءة الروايات الرومانسية العربية الإسلامية؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن شعار الرومانسية هو: (كل شيء مسموح به)، فقد جاء في كتاب عبد الرزاق الأصفر (المذاهب الأدبية لدى الغرب): تطلق الآن كلمة الرومانسية على مذهبٍ أدبيٍّ بعينه ذي خصائص معروفة، استخلصت على المستوى النقدي من مجموع ملامح الحركة الأدبية التي انتشرت في أوربا في أعقاب المذهب الكلاسيكي، وكذلك على هذه الفترة، وما أعطته من إنتاج على المستوى الإبداعي.
ويعرّف غايتان بيكون -أحد مؤرخي الأدب الفرنسي- الرومانسية بقوله: إنها مجموعة أذواق متزامنة، وحرّيات خالقة؛ ولا يهمّ أيُّ شيءٍ تخلق، لكنه شخصيّ، وأصيل، وغير تقليدي يشعرون به في الوقت نفسه. إنَّ الرومانسية فنٌّ شعاره: كل شيءٍ مسموح به. انتهى.
وجاء فيه أيضًا: حرص الأديب الرومانسيّ على حريته الخاصة الكاملة في الإبداع، والتعبير، دون سلطانٍ لأي اعتبارٍ فوقيٍ مسبق. انتهى.
والرواية الرومانسية العربية لا تختلف في جوهرها عن الرومانسية الغربية، فهي شديدة التأثر بها، فقد ذكر ماجد قاروط في كتابه "المعذب" في الشعر العربي الحديث أن التيار الرومانتيكي -مشتقة من كلمة رومانس- في المجتمع العربي قَوِيَ بسبب شدَّة التأثر بشعراء الرومانسية الفرنسيين، والإنكليز، والألمان.
فلا يخفى بعد هذا أن الرومانسية في مضمونها ومنهجها مخالفة لمبادئ الإسلام وحدوده، وأوامره ونواهيه، والروايات الرومانسية قد فتحت باب الحرية للكاتب على مصراعيه، فلا يقيده دين، ولا عرف، ولا خلق؛ فما كان من هذه الروايات محركًا للشهوات، مهيجًا للغرائز، ناشرًا للأخلاق الرذيلة، جالبًا للأفكار الرديئة، وجب منعها، وحظرها، سواء وصفها أهلها بأنها عربية أم إسلامية.
وعلى المسلم أن يشغل أوقاته بما ينفعه في دينه، ولا دنياه، وأن يتنزه عن اللغو، والاشتغال به؛ عملًا بقوله تعالى: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {المؤمنون:1-3}.
وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 125893، 126645.
والله أعلم.
أسئلة متعلقة أخري |
---|
حكم قراءة الروايات الرومانسية |