عنوان الفتوى : الاستعانة بالكفار في دفن وحمل الميت...رؤية شرعية
هل يجوز لغيرالمسلمين المسئولين عن الدفن{عمال المقابر} لحمل ودفن المسلمين. حيث يقوم المسلمون بالغسل والصلاة على المتوفى. ويقوم العاملون في المقابر وهم غير مسلمين بحمل المتوفى على عربة مخصصة لذلك ويقومون بدفنة وردم الترب عليه ؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا حرج بالاستعانة بالكافر في حفر القبور وحمل الأموات إذا احتيج إليه في ذلك، أما دفن الميت ووضعه في قبره فهذا لا ينبغي الاستعانة فيه بكافر؛ لأن هناك أشياء يشرع فعلها للميت يتعذر حصولها من الكافر، لأنه ليس من أهل العبادة.
قال ابن قدامة في المغني: ولا يصح غسل الكافر المسلم؛ لأنه عبادة، وليس الكافر من أهلها.
ومن جملة ما شرع فعله للميت في وضعه في القبر توجيهه إلى القبلة وقول واضعه: بسم الله وعلى ملة رسول الله، لما روى ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا وضع الميت في القبر قال: بسم الله وعلى ملة رسول الله. رواه أحمد.
ومن هذا يعلم السائل عدم جواز الاستعانة بالكفار في كل ما يتعلق بالميت، ما عدا حفر القبر والحمل، لما يترتب على ذلك من فوات سنن كثيرة يستحب فعلها للميت.
بل ينبغي ألا يترك المسلم حمل الميت ولا حفر قبره للكفار، بل يُؤجَّر على ذلك مسلمون، وما أكثر المسلمين الصالحين لهذه المصلحة، وهم أولى من غيرهم، فإن درهما يذهب إلى يد أجير مسلم يكون ثمن خبز عائلة مسلمة تحتاج إلى ما تأكل. وأحوال فقراء المسلمين غير خافية على أحد، فأغلب المجاعات تقع الآن في بلاد إسلامية.
والله أعلم.