عنوان الفتوى : حكم من مات ولم يعرف الإسلام، ومسائل عن يأجوج ومأجوج
اختلف العلماء في حكم من مات كافرا، ولم يعرف شيئا عن الإسلام، هل يمتحن أم يدخل النار؟ هناك حديث للرسول صلى الله عليه وسلم معناه أنه يدخل النار من بني آدم 999 من كل ألف، و998 من يأجوج ومأجوج. فهل يأجوج ومأجوج يعرفون كلهم الإسلام؟ أو هل وصلتهم رسالة الإسلام؟ وهل يجوز أخذ هذا دليلا على دخول الكافر النار حتى لو لم يعرف الإسلام؛ لأن التبليغ وصل مع الرسل في السابق أم لا يعتبر هذا دليلا؟ وهل يأجوج ومأجوج سوف يمتحنون يوم القيامة ويدخلون النار؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالراجح أن من مات ولم تبلغه دعوة الإسلام، أنه يمتحن يوم القيامة، كما سبق في الفتوى رقم: 135399
وأما يأجوج ومأجوج، فهم كفار، ومصيرهم إلى النار، كما دلت على ذلك نصوص الكتاب، والسنة، وعليه فلا يمتحنون يوم القيامة. وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 190643 أن الأدلة العامة من القرآن الكريم، والسنة النبوية تدل على بلوغ دعوة الإسلام إليهم.
ثم إن من بلغته دعوة أحد من الرسل قبل الإسلام، فكفر بها، ومات على ذلك، فلا شك أنه في النار، شأنه في ذلك شأن سائر الكفار من الأمم السابقة، فهذا لا يأخذ حكم أهل الفترة ونحوهم ممن يمتحنون يوم القيامة. وانظر الفتوى رقم: 61635
وأما الحديث الذي أشرت إليه في السؤال، فصوابه هو ما ثبت في الصحيحين عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: يا آدم. فيقول: لبيك وسعديك، والخير في يديك. قال: يقول: أخرج بعث النار. قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين. قال: فذاك حين يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد" قال: فاشتد عليهم، قالوا: يا رسول الله ، أينا ذلك الرجل؟ فقال: "أبشروا ؛ فإن من يأجوج ومأجوج ألفا، ومنكم رجل" قال: ثم قال: "والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ربع أهل الجنة" فحمدنا الله وكبرنا ، ثم قال:" والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة" فحمدنا الله وكبرنا ، ثم قال:" والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالرقمة في ذراع الحمار.
والله أعلم.