عنوان الفتوى : الحط من قدر حملة القرآن خدمة لأعداء الدين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن من حق المسلم على المسلم أن يحترمه ويكرمه، وأن لا يحقره ولا يذله.. دلت على ذلك نصوص الشرع الكثيرة، واحترام العلماء وأهل الفضل والصلاح خاصة هو من إجلال الله تعالى، كما جاء في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط" رواه أبو داود، وحسنه الألباني.
وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه " أخرجه الحاكم، وحسنه الألباني فالواجب اتجاه أئمة المسلمين وعلمائهم هو محبتهم ومودتهم وتوقيرهم وإجلالهم كما أمر الله رسوله بدون غلو أو إفراط.
ولا شك أن الاستهزاء أو السخرية بهم واحتقارهم صفة من صفات المنافقين والمجرمين، كما قال تعالى: ( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون* وإذا مروا بهم يتغامزون ) ولقد حرص أعداء الإسلام على تشويه سمعة العلماء وحملة القرآن والدعاة إلى الله والحط منهم، وتبعهم في ذلك جهلة المسلمين.
واعلم أن الاستهزاء بالعلماء والصالحين على نوعين:
1-الاستهزاء بأشخاصهم الخَلقية أو الخُلقية وهذا محرم، لقول الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم.. )
2-الاستهزاء بهم لكونهم علماء ومن أجل ما هم عليه من العلم واليقين فهذا كفر، لأنه استهزاء بالدين والعلم، سئل الشيخ حمد بن عتيق عن معنى قول الفقهاء: لمن قال: يا فُقيه بالتصغير.. يكفر؟ فكان جوابه: اعلم أن العلماء قد أجمعوا على أن من استهزأ بالله أو رسوله أو كتابه فهو كافر، وكذا إذا أتى بقول أو فعل صريح من الاستهزاء، واستدلوا بقوله تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُون* لا تعتذروا قد كفرتم ) [التوبة:65-66]
وسبب النزول مشهور، وأما قول القائل: فُقيه أو عويلم أو مطيع ونحو ذلك، فإذا كان قصد القائل الهزل أو الاستهزاء بالفقه أو العلم أو الطاعة فهذا كفر أيضاً ينقل عن الملة، فيستتاب فإن تاب وإلا قتل مرتداً. الدرر السنية:8/242 مختصراً.
والله أعلم.