عنوان الفتوى : هل ثبت ركوب السحرة المكانس وطيرانها بهم؟
قال شيخ الإسلام في كتاب النبؤات: كذلك ركوب المكنسة أو الخابية أو غير ذلك حتى تطير به ـ فهل ثبت أن السحرة يركبون المكانس ويطيرون بها؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحكاية شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ عن السحرة أنهم يركبون المكنسة أو الخابية ويطيرون بها باستخدام الجن بيان لحالهم، وأن ذلك ثابت عنده ـ رحمه الله ـ إلا أن مقصوده أنهم في الظاهر يستخدمون المكنسة ولكنهم في حقيقة الأمر يستخدمون الجن لذلك، وكذلك العلماء من قبله ومن بعده يرتبون أحكاما على الساحر الذي يركب المكنسة ويطير بها، ولو كان ذلك غير ثابت لكان في ذكر ذلك لغوا لا فائدة فيه، فقد قال ابن قدامة ـ رحمه الله ـ في المقنع: وَالسَّاحِرُ الَّذِي يَرْكَبُ الْمِكْنَسَةَ، فَتَسِيرُ بِهِ فِي الْهَوَاءِ، وَنَحْوُهُ، يَكْفُرُ، وَيُقْتَلُ. انتهى.
وقال مرعي الكرمي ـ رحمه الله ـ في غاية المنتهى: فَسَاحِرٌ يَرْكَبُ الْمِكْنَسَةَ فَتَسِيرُ بِهِ فِي الْهَوَاءِ أَوْ يَدَّعِي أَنْ الْكَوَاكِبَ تُخَاطِبُهُ كَافِرٌ. انتهى.
وكذلك قد ذكر الشيخ ابن عثيمين عن شيخ الإسلام أن السحرة يستخدمون الجن وأنها تطير بهم، ويظهرون للناس أنهم يطيرون باستخدام المكنسة، قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في القول المفيد: وذكر ذلك ـ أي أنهم يطيرون ـ عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية في السحرة الذين يستخدمون الجن وتطير بهم: أنهم يصبحون يوم عرفة في بلادهم ويقفون مع الناس في عرفة، وهذا ممكن الآن في الطائرات، لكن في ذلك الوقت ليس هناك طائرات، فتحملهم الشياطين، ويجعلون للناس المكانس التي تكنس بها البيوت، ويقول: أنا أركب المكنسة وأطير بها إلى مكة، فيفعلون هذا، وشيخ الإسلام يقول: إن هؤلاء كذبة ومستخدمون للشياطين، ويسيئون حتى من الناحية العملية، لأنهم يمرون الميقات؟ ولا يحرمون منه. انتهى.
والله أعلم.