عنوان الفتوى : حكم النوم عن الصلاة بسبب المرض أو الأدوية وكيفية قضائها
أنا أتلقى العلاج من مرض نفسي، وأنا مكتئب باستمرار، والمشكلة أني عندما أعمل في القسم النهاري في وظيفتي الحالية تفوتني صلاة الفجر دائمًا، وعندما أعمل ليلًا أصلي الفجر، وأنام عن بقية الصلوات، وأحيانًا أنام عن صلاتين، فأضبط المنبه وأنام، ولا أستيقظ، علمًا أني آخذ الدواء في وقت العمل خلاف تعليمات الطبيب، فماذا أفعل؟ وأنا مغترب، وليس عندي من يوقظني، ونومي ثقيل جدًّا جدًّا، فهل أنا معذور؟ وأنا أصلي الفروض كلها بعدما أستيقظ، ولكن عندي تأنيب ضمير وقلق من عمود الدين الذي أضيعه، فماذا أفعل؟ فالعلاج ضروري، علمًا أني موسوس، والنوم ليس من العلاج، ومن الممكن أن يكون من الاكتئاب، فأفيدوني ماذا أفعل؟ فالعمل يكون في الساعة التاسعة ليلًا، ولا أستيقظ إلا في الثامنة مساء، فماذا أفعل؟ وهل أنا معذور؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الشفاء والعافية، وننصحك بالالتزام بتعليمات الطبيب ما أمكن.
ثم اعلم - عافاك الله - أنه ليس في النوم تفريط، وإنما التفريط على من أخر الصلاة عمدًا حتى خرج وقتها، وأن كفارة من نام عن صلاة أن يصليها إذا استيقظ من نومه، وأنه ينبغي لمن أراد النوم قبل دخول وقت الصلاة أن يأخذ بأسباب الاستيقاظ من ضبط منبه، أو نحوه.
فإذا أخذ بالأسباب، فغلبه النوم، ولم يستيقظ إلا بعد خروج وقت الصلاة، فليصل فور استيقاظه، وليس عليه إثم لما حصل؛ لأن النائم مرفوع عنه القلم، وانظر الفتوى رقم: 119406، ورقم: 142475.
وإذا علمت هذا فعليك أن تفعل ما ينبغي فعله من الأخذ بأسباب الاستيقاظ، والاجتهاد في ذلك، فإن غلبك النوم فلا إثم عليك، وصلِّ فور استيقاظك خروجًا من خلاف العلماء في الفورية.
والله أعلم.