عنوان الفتوى : من شؤم المعصية أنها قد تتجاوز الشخص إلى أولاده

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أثناء دراستي بالمدرسة وفي آخر يوم من أيام الاختبارات كتبت على جدار المدرسة كلمة وأسأت فيها إلى المعلمات .. استدعوني من البيت ولم أحضر وفي يوم سفرنا حصل لي حادث مروري لم يتأذ أحد من السيارة سوى أنا والوالدة فقط هل سبب تعبي أنا والولدة بسبب الكلمة..لأن والدتي يوم استدعائي من البيت أنكرت لهم وجودي ....... وهل عدم توفيقي في دراستي بالجامعة بسبب دعائهم علي * ومالواجب فعله ...لأني لا أستطيع الذهاب والاعتذار لهن لأنهن سوف يمنعوا دخولي لهن وهذا شيء محتمل يصدر من معلماتي إذا أتيت لهن وماهو جزائي في الآخره بفعلتي هذه ... أو أنه لا ذنب لي ...لأني أخذت جزائي بالدنيا لتعرضي لحادث مفجع ........

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فمما لا شك فيه أن للذنوب أثرًا كبيرًا فيما يصيب العبد من نكبات ، قال جل وعلا: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ .[الشورى:30] .
بل إن العبد يحرم الرزق بسبب معاصيه، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه أحمد.
وقد ذكر أهل العلم أن من شؤم المعصية أنها قد تتجاوز الشخص إلى أولاده، قال ابن كثير في تفسيره نقلاً عن أبي البلاد قال: قلت: للعلاء بن بدر : وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ وقد ذهب بصري وأنا غلام ؟ قال فبذنوب والديك. وبهذا تعلم السائلة خطورة المعاصي، وأثرها على الإنسان.
إلا أن الله تعالى بفضله وكرمه يكفر بهذه المصائب الذنوب، حتى يبقى العبد وليس عليه ذنب. أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما يصيب المسلم من نصبٍ ولا وصبٍ، ولا همٍ ولا حزنٍ ولا أذىً، ولا غمٍ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه.
ولا يخفى ما في هذا الحديث الحكيم من البشارة لمن تصبيه المصائب من العصاة بشرط أن يصبر ويحتسب الأجر عند الله، ومع ذلك فلا بد من التوبة النصوح، وهي الإقلاع عن الذنب في الحال، والندم على ما فات، وعقد العزم على عدم العودة إليه ثانية. هذا إن تعلق الأمر بحق الله فقط.
أما إن تعلق بحق العباد فبالإضافة إلى الشروط الثلاثة السابقة لا بد من إرجاع ذلك الحق إلى صاحبه.. إن كان مالاً رده إليه أو استحله منه، وإن كان عِرضًا طلب المسامحة فيه منه.
ومن العلماء من قال: إنه يكفي في الغيبة وما شابهها الاستغفار لصاحبها، وذكر محاسنه في المجالس التي اغتيب فيها، وبذلك تتم التوبة، والراجح الأول.
والله أعلم.