عنوان الفتوى : قدرة الجن على التشكل بصور متنوعة، وكيفية الوقاية من شرورهم
أستحلفكم بالله أن تقرؤوا هذا الكلام، وتقولوا رأيكم فيه بكل دقة: صديقي كان بعيدا عن الله، ولا يصلي، ويدخن وغير ذلك. والآن عاد لله، لكنه يقول إنه يرى في المنام رجلا أسودا، ويقول له لا أريدك أن تصلي الفجر، فيتقاتلان، فتارة صديقي يغلبه، وتارة الأسود يغلبه. يقول لي صديقي: هذا جن سيئ، وكان عندنا خمسة في البيت وتخلصنا منهم، وبقي الذي يأتيني. أتينا بشيخ فقال إن هذا الجن السيئ الكافر لن يخرج إلا عن طريق شخص (يعني الجن يركب ابن آدم ويلتبس فيه) فقلنا له: وأي شخص سيكون الضحية لهذا الجن؟ قال الشيخ: شخص بعيد عن الله، ويسبه، ولا يصلي. فقلنا له: لا يوجد أحد عندنا هكذا. فقال الشيخ: إذا لا نستطيع أن نتخلص من هذا الجن، وسيظل يأتيك (يقول الشيخ لصديقي) في المنام. فكلما أتاك اقرأ في وجهه سورة الإخلاص، والفلق، والناس وهكذا حتى ينصرف عنك. يقول صديقي: لا زال يأتيني، ومرة جاءني في المنام فقرأت عليه في المنام ما قاله لي الشيخ من القرآن، فقام هذا الجني الأسود في المنام يعوج فمي، ولكني بقيت أقرأ القرآن في وجهه، فذهب عني وقال لي سآتيك بعد يومين. يقول صديقي: ويأتيني في المنام بعد يومين كما قال لي في ذلك المنام. ويقول صديقي لي إن أباه كان مسرفا مبذرا للأموال، مع أن عليه ديونا طائلة، فذهبنا إلى جدتنا (أي أم أبينا) وقلنا لها المشكلة، فقالت إن أباكم معمول له عمل، فأتوني بشعر من ليفته التي يغتسل بها، ففعلنا، وبعدها بأيام اتصلت علينا وقالت لنا: اذهبوا إلى الأريكة(الكنبة أو الكرسي) وستجدون في داخله بعد فتح السحاب ورقة فأتوني بها. استغربنا، ولم نصدقها ولكنا ذهبنا ووجدنا الورقة كما قالت!!!.... يقول صديقي لي: إن جدته هذه تتعامل مع شيوخ يأتونها إلى البيت. ومرة نمت(أي صديقي) عندها أنا وابن عمي وليس في البيت إلا نحن الثلاثة، وقبل الفجر استيقظت أنا فسمعت شيخا عجوزا يكلمها، فأيقظت ابن عمي ليسمع الشيخ الذي يكلمها، فخاف ابن عمي جدا وتغطى بلحافه. يقول صديقي فقلت لها مناديا: جدتي هل من أحد عندك؟ قالت: لا هذا صديقي يكلمني، إنه يسكن عندنا هو وأولاده. يقول صديقي قلت لابن عمي اسمع جيدا لكلام الشيخ، فسمعناه يقول لجدتي عندما أذن للفجر سأذهب إلى الصلاة وآتيك بعدها، وذهب وسمعنا أنا وابن عمي طقطقة عصاه. أفتونا جزاكم الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه ليس عندنا ما يجزم به في شأن الجدة ومن سمعوه يكلمها، ولا شك أن الجن يتشكلون بصور البشر، وصور الحيوانات، ويتكلمون مع الناس؛ فقد رأى أبو هريرة وأبي بن كعب بعضهم، كما في الأحاديث الصحيحة في صحيح البخاري وغيره.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والجن يتصورون في صور الإنس، والبهائم فيتصورون في صور الحيات والعقارب وغيرها، وفي صور الإبل والبقر، والغنم والخيل والبغال والحمير، وفي صور الطير، وفي صور بني آدم، كما أتى الشيطان قريشا في صورة سراقة بن مالك بن جعشم لما أرادوا الخروج إلى بدر، قال تعالى: وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم. إلى قوله: والله شديد العقاب ـ وكما روي أنه تصور في صورة شيخ نجدي لما اجتمعوا بدار الندوة هل يقتلون الرسول أو يحبسونه أو يخرجونه؟ كما قال تبارك وتعالى: وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. انتهى.
وأما عن العلاج فإنه لو واظب المسلم على قراءة سورة البقرة في البيت، وقراءة آية الكرسي عند النوم، فسيحفظه الله من الشيطان؛ فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال فيها: إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم.
وروى البخاري قصة أبي هريرة عندما وكل بحفظ الطعام يعني صدقة رمضان، وفيه فقال: أي الشيطان:إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي, لن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدقك وهو كذوب, ذاك شيطان.
ولا شك أن الرقية الشرعية لها أثر كبير، وقد سبق أن بينا كيفيتها في الفتوى رقم: 80694.
وقد قدمنا أسباب السلامة من شر الشياطين في الفتاوى التالية أرقامها: 33860، 51475، 58076.
والله أعلم.