عنوان الفتوى : حديث باطل لا أصل له في عذاب الذي يستمع إلى الموسيقى ويتعلق بها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

سمعت حديثاً لا أدري بصحته وأتمنى منكم الإيضاح ، يقول الحديث : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال بأن العاصي ، المحب للموسيقى، يأتي يوم القيامة ، فيقول له الله تبارك وتعالى : ادخل النار، فيبادر العاصي إلى إيراد الأسباب والمعاذير، فيأذن الله بصوت ينطلق من النار يحمل صوت الموسيقى المفضلة لذلك العبد فيهرع راقصاً حتى يدخلها.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق


الحمد لله
أولا :
سماع الموسيقى وآلات اللهو محرم في شريعتنا المطهرة ، وقد دلت على ذلك الأدلة الشرعية ، وكلام أهل العلم ، ولا يخفى على كل عاقل : ما لها من سيئ الأثر في قلب ونفس صاحبها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" مذَهَب الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة : أَنَّ آلَاتِ اللَّهْوِ كُلَّهَا حَرَامٌ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (11/ 576) .
انظر جواب السؤال رقم : (50687) .

ثانيا :
القول بأن الذي يحب لموسيقى ويتعلق بها يأتي يوم القيامة ، فيأمره الله بدخول النار ، ويخرج من النار صوت الموسيقى التي كان يحبها هذا العبد ، فينطلق وهو يرقص ، حتى يلج النار :
مثل هذا الكلام لا يجوز أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه - مع كونه لا أصل له - فهو كلام سمج ممجوج ، تمجه القلوب والأسماع ، ولا يعلم له أصل ولا نظير في دين الله ، ولم نقف على مثل هذا الكلام ، ولا قريب منه ، مرويا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو منسوبا إليه ، ولو بإسناد ضعيف ، أو واهٍ !! والشريعة ليست بحاجة إلى هذا الكذب لإثبات تحريم الغناء .
قال ابن القيم رحمه الله :
" الأحاديث الموضوعة عليها ظلمة وركاكة ، ومجازفات باردة ؛ تنادي [ يعني : تدل ] على وضعها واختلاقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى من "المنار المنيف" (ص 50)
فمثل هذا ، لا يجوز أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه من الكذب عليه ، وقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ ) رواه البخاري (110) ، ومسلم (3) .
قال النووي رحمه الله :
" يَحْرُم رِوَايَة الْحَدِيث الْمَوْضُوع عَلَى مَنْ عَرَفَ كَوْنَهُ مَوْضُوعًا ، أَوْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ وَضْعُهُ ؛ فَمَنْ رَوَى حَدِيثًا ، عَلِمَ ، أَوْ ظَنَّ ، وَضْعَهُ وَلَمْ يُبَيِّنْ حَالَ رِوَايَتِهِ ووَضْعَهُ : فَهُوَ دَاخِل فِي هَذَا الْوَعِيد , مُنْدَرِج فِي جُمْلَة الْكَاذِبِينَ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " انتهى من " شرح صحيح مسلم" (1/71) .
والله تعالى أعلم .