عنوان الفتوى : كيف تتصرف مع أصدقائها وما يقدمونه من الهدايا بسبب عيد ميلادها ؟
عندي إشكال في فهم حكم الاحتفال بعيد الميلاد ، وهل هو بدعة مؤدية الى الكفر، وعليه أتمنى منكم الإيضاح. فقد سمعت أن الاحتفال بعيد الميلاد نوع من أنواع البدعة، لكن قد أجد نفسي مضطرة لتلقي بعض التهاني من بعض الأصدقاء ، وربما بعض الهدايا أيضاً في عيد ميلادي، وفي هذه الحالة لا بد من مقابلة صنيع الإحسان بالإحسان من باب الأدب واللباقة، أي بتبادل كلمات الشكر والثناء على من أهداني أو هنئني، وأنا بالطبع لا أنوي بذلك إضافة شيء في الدين ، لأني أعلم أن هذا الأمر بدعة ، لكن إنما فرض عليّ التعامل معه دون رضاً مني ، فهل معنى هذا أن جميع أعمالي الصالحة في المستقبل لن تقبل؟
الحمد لله
أولا :
احتفال الشخص بيوم ميلاده محرم لا يجوز ، وذلك لسببين :
الأول : أنه بدعة محدثة ، وإحداث أعياد متكررة لا يجوز .
الثاني : أن فيه تشبها بالكفار ، إذ هو من عاداتهم ، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى
رقم (1027) ، (26804) .
والحكمة من النهي عن التشبه بالكفار في ظاهر أعمالهم وعاداتهم ، هي : حفظ المسلم من
أن يضل ، فقد يستدرجه الشيطان بتشبهه بهم ، إلى أن يعجب بسيرتهم وطريقتهم ، فيضل عن
الحق كما ضلوا .
قال ابن القيِّم رحمه الله :
" وسرّ ذلك : أَنّ المشابهة في الهدي الظّاهر : ذريعة إلَى الموافقة في القصد
والعمل " انتهى من " إعلام الموقعين " ( 5 / 13 – 14 ) .
فاحتفال المسلم بيوم ميلاده ليس كفرا ، ولا يحبط ثواب أعمال صاحبه ، ولكنه محرم لما سبق ذكره من الأسباب .
ثانيا :
أما تحرّجك من أصحابك ومعارفك ، وقبول التهنئة والهدية وشكر من فعل ذلك ، فإن ذلك
سيفهم منه رضاك بالاحتفال بهذه المناسبة .
والذي ينبغي في مثل هذا هو بيان الحكم الشرعي للمهدي والمهنئ بالرفق واللين
والأسلوب الحسن .
فإن خشيت فساد العلاقة بينك وبينهم بسبب ذلك ، فإنك تشكرينهم على اهتمامهم بك ،
وتبينين لهم أنك ستقبلين الهدية لأجل الصداقة والمحبة التي بينكم ، وليس من أجل عيد
الميلاد ، وتطلبين منهم أنهم لا يعودون لهذا مرة أخرى ، لأنك لا تحتفلين أصلا بهذه
المناسبة ، وهي خاصة بك ، فكيف يحتفل بها الآخرون ؟!
وانظري لمزيد الفائدة الفتوى رقم (146449) .
والله أعلم .