عنوان الفتوى : رتبة رواية الواقدي عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

لقد ذكر الإمام الطبري في تاريخه، ج٣ ص٣٧٥: (وأما الواقدي) فإنه زعم أن عبد الله بن محمد حدثه عن أبيه قال: لما كانت سنة 34 كتب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضهم إلى بعض أن أقدموا، فإن كنتم تريدون الجهاد فعندنا الجهاد، وكثر الناس على عثمان ونالوا منه أقبح ما نيل من أحد، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون ويسمعون، ليس فيهم أحد ينهى، ولا يذب إلا نفر: زيد بن ثابت، وأبو أسيد الساعدي، وكعب بن مالك، وحسان بن ثابت. فاجتمع الناس وكلموا علي بن أبي طالب، فدخل على عثمان فقال: الناس ورائي وقد كلموني فيك، والله ما أدري ما أقول لك، وما أعرف شيئا تجهله، ولا أدلك على أمر لا تعرفه، إنك لتعلم ما نعلم ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه، ولا خلونا بشيء فنبلغكه، وما خصصنا بأمر دونك، وقد رأيت، وسمعت، وصحبت رسول الله صلى الله عليه وآله، ونلت صهره، وما ابن أبي قحافة بأولى بعمل الحق منك، ولا ابن الخطاب بأولى بشيء من الخير منك...١_هل هذا السند صحيح؟ ٢_من هو عبد الله بن محمد وأبوه في هذا السند؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الإسناد لا يصح؛ فالواقدي متروك مع سعة علمه، كما في (التقريب).
وأما حال من فوقه، فقد أورد الدكتور محمد الصبحي في رسالته للماجستير: (فتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه) هذا الأثر من تاريخ الطبري وقال: يروي الواقدي عن عبد الله بن محمد بن أبي يحيى، وعبد الله بن محمد بن أبي فروة، وكلاهما يروي عن أبيه؛ وليس هناك دليل على تخصيص أحدهما دون الآخر، لذلك سأترجم لهما ثم لوالد كل منهما:

أ) عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة الأموي، مولاهم، أبو علقمة الفروي المدني، صدوق، من الثامنة، عمر 100سنة، مات سنة 190 ..

ب) والده محمد بن عبد الله بن أبي فروة، لم أجد له ترجمة.

ج) عبد الله بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وقد ينسب إلى جده، ثقة، من السابعة، مات سنة 172 ..

د) محمد بن أبي يحيى الأسلمي، واسم أبي يحيى سمعان، صدوق، من الخامسة، ت سنة 147 .. اهـ.
وفي ما قاله الدكتور نظر؛ فعبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة لم يذكر المزي له رواية عن أبيه، ولا ذكر الواقدي في من روى عنه ! والصواب ـ إن شاء الله ـ أن عبد الله بن محمد هو ابن عمر بن علي بن أبي طالب أبو محمد العلوي المدني، الملقب بدافن. فهو الذي يروي عنه الواقدي في المغازي. وقد ذكر الطبري في مواضع من تاريخه التصريح بنسبه من طريق الواقدي، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر، عن أبيه.
وعبد الله هذا قال عنه الذهبي في (الكاشف): ثقة. وكذلك قال عن أبيه محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب.
فعلة هذا الأثر هي حال الواقدي، ثم الانقطاع.

  فقد قال ابن حجر في (التقريب) في ترجمة محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب: صدوق من السادسة، وروايته عن جده مرسلة. اهـ.

والله أعلم.